للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسلك الخامس: ظهوره في وقت كان الناس بحاجة إليه.

المسلك السادس: تقدم بثمانية أمور ثم المسلك بإخبار النبيين المتقدمين عليه عن نبوته ثم ثماني عشرة بشارة وخمس شبه على الشبهة الثامنة عشرة الأخيرة (١).

ومن البشارات الواردة في هذا الباب:

البشارة الثامنة عشرة (٢): وهذه البشارة واقعة في آخر أبواب إنجيل يوحنا، وهو ينقل عن التراجم العربية المطبوعة سنة ١٨٢١ م وسنة ١٨٣١ م وسنة ١٨٤٤ م في لندن، فيقول: " في الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنا هكذا: ١٥ (إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي ١٦ وأنا أطلب من الأب فيعطكم فارقليط آخر ليثبت معكم إلى الآبد ١٧ روح الحق الذي لن يطيق العالم أن يقبله لأنه ليس يراه ولا يعرفه، وأنتم تعرفونه لأنه مقيم عندكم، وهو ثابت فيكم ٢٦ والفارقليط روح القدس الذي يرسله الأب باسمي، هو يعلمكم كل شيء، وهو يذكركم كل ما قلته ٣٠ والآن قد قلت لكم قبل أن يكون حتى إذا كان تؤمنون).

وفي الباب الخامس عشر من إنجيل يوحنا هكذا: (٢٦ فأما إذا جاء الفارقليط الذي أرسله أنا إليكم من الأب روح الحق الذي من الأب ينبثق هو يشهد لأجلي ٢٧ وأنتم تشهدون لأنكم معي من الابتداء).

وفي الباب السادس عشر من إنجيل يوحنا هكذا: (٧ لكني اقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق لأني إن لم أنطلق لم يأتكم الفارقليط فأما إن انطلقت أرسلته إليكم ٨ فإذا جاء ذاك فهو يوبخ العالم على خطية وعلى بر وعلى حكم ٩ أما على الخطية فلأنهم لم يؤمنوا بي ١٠ وأما على البر فلأني منطلق إلى الأب ولستم ترونني بعد ١١ وأما على الحكم فإن أركون هذا العالم قد دين ١٢ وإن لي كلاما كثيرا أقوله لكم ولكنكم لستم تطيقون حمله الآن ١٣ وإذا جاء روح الحق ذاك فهو يعلمكم جميع الحق، لأنه ليس ينطق من عنده بل يتكلم بكل ما يسمع ويخبركم بما سيأتي ١٤ وهو يمجدني لأنه يأخذ مما هو لي ويخبركم ١٥ جميع ما هو للأب فهو لي، فمن أجل هذا قلت: إن مما هو لي يأخذ ويخبركم).

وقبل بيان الاستدلال يقدم رحمت الله بهذه العبارات أمرين:

الأمر الأول: إنك قد عرفت أن أهل الكتاب سلفا وخلفا وعادتهم أن يترجموا غالبا الأسماء، وإن عيسى عليه السلام كان يتكلم باللسان العبراني لا باليوناني، فإذا لا يبقى شك في أن الإنجيلي الرابع ترجم اسم المبشر به باليوناني بحسب عادتهم، ثم مترجمو العربية عربوا اللفظ اليوناني بفارقليط، [ومنهم من يقول] أن اللفظ معرب من اللفظ اليوناني، فإن قلنا: (إن هذا اللفظ اليوناني الأصل باركلي طوس، فيكون بمعنى المعزي والمعين والوكيل، وإن قلنا: إن اللفظ الأصل بيركلو طوس يكون قريبا من معنى محمد وأحمد، فمن استدل من علماء الإسلام بهذه البشارة فهم أن اللفظ الأصل ((بيركلو طوس)) ومعناه قريب من معنى محمد وأحمد،


(١) انظر المرجع السابق، ص ١٠٧٣ - ص ١٢١٤.
(٢) انظر المرجع السابق، ص ١١٨٥ - ص ١٢١٤.

<<  <   >  >>