للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما الباب الخامس فتناول قضية القرآن، فشمل إثبات أن القرآن كلام الله المعجز ورفع شبهات القسيسين، كما يتضمن مبحث إثبات صحة الأحاديث النبوية المروية في كتب الصحاح من كتب أهل السنة والجماعة. وجعل هذا الباب مشتملا على أربعة فصول:

الأول: في إثبات أن القرآن كلام الله، واكتفى على اثني عشر أمرا على عدد حواري المسيح منه:

- كونه في الدرجة العالية من البلاغة وراعى تعالى - عز وجل - فيه الصدق وتنزيهه عن الكذب، وجاء أفضل من الشعر على الرغم من أن أحسن الشعر أكذبه - كما قيل- ومع طول القرآن وتكرير عباراته واقتصاره على العبادات وتحريم القبائح والحث على مكارم الأخلاق وترك الدنيا واختيار الآخرة فإن ذلك لم يؤثر على فصاحته.

- تأليفه العجيب وأسلوبه الغريب في المطالع والمقاطع والفواصل، مع اشتماله على دقائق البيان، وحقائق العرفان، وحسن العبارة، ولطف الإشارة، وسلامة التركيب، وسلامة الترتيب، فتحيرت فيه عقول العرب العرباء، وفهوم الفصحاء.

- كون القرآن منطويا على الإخبار عن حوادث حدثت بالفعل.

- ما أخبر من أخبار القرون السابقة والأمم الهالكة على الرغم من أمية الرسول، وعدم اشتغاله بمدارسة مع العلماء أو مجالسة مع الفضلاء.

- ما فيه من كشف أسرار المنافقين، وحمله لمعارف جزئية، وعلوم كلية لم تعهدها العرب.

- كونه بريئا عن الاختلاف والتفاوت مع أنه كتاب كبير يشمل الكثير من العلوم.

- معجزة باقية تكفل الله بحفظه، ولما كان المعجز منه بمقدار أقصر سورة فكل جزء منه بهذا المقدار معجزة، فعلى هذا يكون القرآن مشتملا على أكثر من ألفي معجزة.

- سامعه لا يسأمه بل تكراره يوجب زيادة محبته لصاحب القلب السليم، كما أن الخشية تلحق قلوب سامعيه عند سماعهم له، وحفظه لمتعلميه بالسهولة.

- كونه جامعا بين الدليل ومدلوله.

ثم أورد ثلاث فوائد تالية هي: أنه نزل في قوم بلغوا في اللغة والفصاحة أعلى المنازل فكان في نزوله تحديا لهم، كما أنه نزل منجما حتى لا تنزل الأحكام دفعة واحدة فتثقل على الخلق، كما أن كان ينزل حسب الوقائع، وتكرار الآيات تنزل لاختلاف أجناس البشر فكانت من أجل التأكيد والتقرير.

الفصل الثالث: في رفع شبهات القسيسين على القرآن، وذكر رحمت الله أنه مملوء من أوله إلى آخره ب ١٢٧ أمرا من الأمور وسردها مثل:

- الصفات الكاملة الإلهية - تنزيه الله عن المعايب والنقائص - الدعوة إلى التوحيد الخالص - ذكر الأنبياء عليهم السلام - تنزيههم عن عبادة الأوثان - مدح المؤمنين بالأنبياء وذم منكريهم وتأكيد الإيمان بالأنبياء عموما وبالمسيح خصوصا ... الخ

- كما لايوجد في القرآن أن النبي زنى بابنتيه أو ارتد في آخر العمر أو عبد الأصنام أو خلافه مما ذكر في الكتاب المقدس. وضرب رحمت الله اثني عشر مثالا على ذلك.

<<  <   >  >>