للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نَسِيبَةٌ لَيْسَتْ قَرَابَةً قَرِيبَةً.

===

(نَسيبة) أي: طيبة أصل، وتكره بنت الزنا وابنة الفاسق (١)؛ لما رواه ابن ماجه: "تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَلَا تَضَعُوهَا فِي غَيْرِ الأَكْفَاءِ" وصححه الحاكم، لكن قال أبو حاتم الرازي: ليس له أصل (٢).

(ليست قرابة قريبة) (٣) لحديث: "لَا تنكِحُوا الْقَرَابَةَ الْقَرِيبَةَ؛ فَإِنَّ الْوَلَدَ يُخْلَقُ ضَاوِيًا" (٤) أي: نحيفًا، وذلك لضعف الشهوة، لكن قال ابن الصلاح: لا يعرف له أصل معتمد، وقد زوّج النبي صلى الله عليه وسلم عليًّا بفاطمة رضي الله عنها، وهي قرابة قريبة.

وقد يفهم: أن القرابة البعيدة أولى من الأجنبية، وبه صرح في "زيادة الروضة"، وعبارة "الكفاية": أن تكون غريبة، وهي تقتضي نفي القرابة مطلقًا (٥).

وأنشد بعضهم: [من الخفيف]

إِنْ أَرَدْتَ الإِنْجَابَ فَانْكِحْ غَرِيبًا ... وَإِلَى الأَقْرَبِينَ لَا تَتَوَصَّلْ


(١) لقوله صلى الله عليه وسلم: "إيَاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ"، قيل: وما خضراء الدمن؟ قال: "الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي الْمَنْبتِ السُّوءِ"، وخضراء الدمن: هي الشجرة الخضراء النابتة في مطارح البحر، وهي الدِّمَن بكسر (الَدال) وفتح (الميم): جمع دمنة، شبه بها المرأة الحسناء ذات النسب الفاسد؛ مثل: أن تكون بنت الزنا. ملتقط "المهمات" (٧/ ١٨). اهـ هامش (هـ)، والحديث أخرجه القضاعي في "المسند" (٩٥٧) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وانظر "التلخيص الحبير" (٥/ ٢٢٣٩)، و"المقاصد الحسنة" (٢٧١).
(٢) المستدرك (٢/ ١٦٣)، وسنن ابن ماجه (١٩٦٨)، العلل (٣/ ٧٢١)، وأخرجه البيهقي (٧/ ١٣٣) عن عائشة رضي الله عنها، وانظر "تخريج الأحاديث والآثار" (١/ ٢٧٣ - ٢٧٥) للزيلعي.
(٣) واعلم: أن عبارة الرافعي لا يؤخذ منها الأولى في الأجنبية مع القرابه غير القريبة، وقد صرح في "الروضة" من "زوائده" (٧/ ١٩): بأن القريبة أولى، وهو مقتضى كلام جماعة، لكن ذكر صاحب "البحر"، و"البيان" (٩/ ١١٧): أن الشافعي نص على أنه يستحب ألا يتزوج من عشيرته؛ فإن الولد يجيء أحمق، قال: وقد رأينا جماعة تزوجوا من عشائرهم؛ فجاءت أولادهم حمقى. "مهمات" (٧/ ١٩). اهـ هامش (هـ).
(٤) انظر "التلخيص الحبير" (٥/ ٢٢٤١).
(٥) روضة الطالبين (٧/ ١٩)، كفاية النبيه (١٣/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>