للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدمشق الشام، في بيت علم وصلاح وتقوى؛ بيتِ العلامة فقيه الشام وعالمها تقي الدين ابن قاضي شُهْبة صاحب "التاريخ" و"الطبقات" (١).

وكان لهذا أثر كبير في تنشئة وتكوين شخصية بدر الدين ابن قاضي شُهْبة رحمه الله تعالى.

فككل طفل ينشأ في أسرة مثل هذه الأسرة أخذت عائلته تنُشئه على تعلم العلوم والمعارف والآداب؛ فقرأ كتب الآلة من نحو وغيره، وحفظ كتبًا؛ منها: "منهاج الطالبين" للإمام النووي رحمه الله تعالى، الذي شرحه فيما بعد بشرحين كبير وصغير.

يقول الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى: (ونشأ فحفظ كتبًا؛ منها: "المنهاج" لرؤيا رآها أبوه) (٢).

[طلبه للعلم والرحلة في ذلك]

بدأ الإمام البدر ابن قاضي شُهْبة رحمه الله تعالى في طلب العلم من صغره، فسكن أول عمره بالمدرسة الشامية البرانية (٣)، ثم لازم والده العلامة تقي الدين ابن قاضي شُهْبة، واشتغل به، وقرأ على طبقة والده بدمشق.

وأسمعه والده على محدثة دمشق عائشة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسي (ت ٨١٦ هـ)، والحافظ شهاب الدين أحمد بن حِجِّي الدمشقي (ت ٨١٦ هـ)، والحافظ عبد الله بن إبراهيم البعلي.

وقرأ على الحافظ ابن حجر العسقلانىِ سنة (٨٣٦ هـ) بدمشق كتابه "الأربعين المتباينات".

وعلى عادة وسنة العلماء ارتحل بعد والده إلى مصر؛ ليجتمع بعلمائها، ويغترف ويستفيد ممن فيها من الأكابر؛ فحضر مجلس الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت


(١) كذا في جميع المصادر، إلا أن الإمام السيوطي قال: إنه ولد سنة (٨٠٦ هـ).
(٢) انظر "الضوء اللامع" (٧/ ١٥٥).
(٣) المدرسة الشامية البرانية: من مشيدات العهد الأيوبي في سوق صاروجا عند التقائه بشارع الثورة اليوم، أنشأتها في أواخر القرن السادس الهجري الخاتون ست الشام بنت نجم الدين أيوب وأخت صلاح الدين الأيوبي. انظر "مشيدات دمشق" (ص ٣٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>