للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَالاخْتِيَارُ: أَلَّا تُؤَخَّرَ عَنِ الإِسْفَارِ. قُلْتُ: يُكْرَهُ تَسْمِيَةُ الْمَغْرِبِ: عِشَاءً، وَالْعِشَاءِ: عَتَمَةً، وَالنَّوْمُ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثُ بَعْدَهَا إِلَّا فِي خَيْرٍ، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَيُسَنُّ تَعْجِيلُ الصَّلَاةِ لِأَوَّلِ الْوَقْتِ،

===

الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ" رواه مسلم (١)، (والاختيار: ألّا تُؤخَّر عن الإسفار) وهو الإضاءة؛ لأنه عليه الصلاة والسلام صلاها في اليوم الثاني كذلك.

(قلت: يكره تسمية المغرب: عِشاء، والعشاءِ: عَتَمَةً) لثبوت النهي عن ذلك في الصحيح (٢)، (والنوم قبلها) لأنه عليه السلام كان يكرهه، متفق عليه (٣).

والمعنى فيه: مخافة استمراره إلى خروج الوقت، ولهذا قال ابن الصلاح: (تعمّ جميعَ الصلوات).

(والحديثُ بعدها) لكراهته عليه الصلاة والسلام له أيضًا، متفق عليه (٤)، ولأن الله تعالى قد جعل الليل سكنًا، وهذا يُخرجه عن ذلك، (إلّا في خيرٍ، والله أعلم) كقراءة الحديث، ومذاكرة الفقه، وحكاياتِ الصالحين، وإيناس الضيف ونحوِ ذلك؛ لأنه خير ناجز، فلا يُترك لمفسدة متوهمة، وقد جاءت به أحاديث صحيحة (٥)، واستثنى في "زيادة الروضة" مع ذلك: ما إذا تكلم لعذر (٦).

(ويُسن تعجيلُ الصلاة لأول الوقت) استباقا للخيرات، ولقوله عليه الصلاة والسلام في جواب أيّ الأعمال أفضل؟ "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا" رواه الدارقطني وابن حبان في "صحيحه" (٧).

واعلم: أنه إنما يجوز التأخيرُ عن أول الوقت بشرط العزم على الفعل في أثنائه على


(١) صحيح مسلم (٦١٢) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(٢) أما الأول .. فأخرجه البخاري (٥٦٣) عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، وأما الثاني .. فأخرجه مسلم (٦٤٤) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(٣) صحيح البخاري (٥٦٨)، مسلم (٦٤٧) عن أبي برزة رضي الله عنه.
(٤) وهو حديث كراهية النوم قبل العشاء نفسه.
(٥) منها: ما أخرجه الحاكم (٢/ ٣٧٩) عن عمران بن حصين رضي الله عنه.
(٦) روضة الطالبين (١/ ١٨٢).
(٧) الدارقطني (١/ ٢٤٦)، صحيح ابن حبان (١٤٧٩)، وأخرجه ابن خزيمة (٣٢٧)، والحاكم (١/ ١٨٨) عن ابن مسعود رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>