للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلْتُ: وَلَا يَجْلِسُ لِلاسْتِرَاحَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَيَقُولُ: (سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلهِ وَقُوَّتهِ). وَلَوْ كَرَّرَ آيَةً فِي مَجْلِسَيْنِ .. سَجَدَ لِكُلٍّ،

===

فيهما معًا؛ كما في صلب الصلاة.

وقوله: (وللرفع) من زوائده على "المحرّر" (١).

(قلت: ولا يجلس للاستراحة، والله أعلم) لعدم وروده.

(ويقول: سجد وجهيَ للذي خلقه وصوّره، وشقّ سمعَه وبصره بحوله وقوته) رواه أبو داوود وغيرُه من حديث عائشة، وصححه الترمذي (٢).

نعم؛ لم يرد فيه (وصوره)، ولم يذكرها المصنفُ في "التحقيق"، ولكن ثبتت في "مسلم" في سجود الصلاة (٣).

ويستحب أيضًا: أن يقول: (اللهم؛ اكتب لي بها عندك أجرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وضع عني بها وِزْرًا، واقبلها (٤) مني كما قبلتها من عبدك داوود) رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم (٥).

وفي "الإحياء" يدعو في سجوده بما يليق بالآية المتلوّة، ففي (ألم تنزيل) يقول: (اللهم؛ اجعلني من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك، وعلى أوليائك)، ويقول في (الإسراء): (اللهم؛ اجعلني من الباكين إليك، والخاشعين لك)، ونحا نحوه صاحب "البحر" (٦).

(ولو كرر آيةً في مجلسين .. سجد لكل) لتجدد السبب بعد توفية الأول


(١) المحرر (ص ٤٧).
(٢) سنن أبي داوود (١٤١٤)، سنن الترمذي (٥٨٠)، وأخرجه النسائي (٢/ ٢٢٢).
(٣) هي مذكورة في المطبوع من "التحقيق" (ص ٢٣٤) فلعله من اختلاف النسخ، صحيح مسلم (٧٧١) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(٤) في (ب): (وتقبلها).
(٥) سنن الترمذي (٣٤٢٤)، المستدرك (١/ ٢١٩ - ٢٢٠) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٦) إحياء علوم الدين (١/ ٢٧٧)، بحر المذهب (٢/ ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>