للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإِنْ سُبِقَ بِأَكْثَرَ .. فَقِيلَ: يُفَارِقُهُ، وَالأَصَحُّ: يَتْبَعُهُ فِيمَا هُوَ فِيهِ، ثُمَّ يَتَدَارَكُ بَعْدَ سَلَامِ الإِمَامِ. وَلَوْ لَمْ يُتِمَّ (الْفَاتِحَةَ) لِشُغْلِهِ بِدُعَاءِ الافْتِتَاحِ .. فَمَعْذُورٌ. هَذَا كُلُّهُ فِي الْمُوَافِقِ، فَأمَّا مَسْبُوقٌ رَكَعَ الإِمَامُ فِي فَاتِحَتِهِ .. فالأَصَحُّ: أَنَّهُ إِنْ لَمْ يَشْتَغِلْ بِالافْتِتَاحِ وَالتَّعَوُّذِ .. تَرَكَ قِرَاءَتَهُ وَرَكَعَ، وَهُوَ مُدْرِكٌ لِلرَّكْعَةِ، وَإِلَّا .. لَزِمَهُ قِرَاءَةٌ بِقَدْرِهِ.

===

في الكلام على الاعتدال، وقال السبكي: إنه الحق (١).

لكن في "أصل الروضة" و"شرح المهذب" عن الأكثرين: أن الأركان كلها مقصودة وهو الأصحُّ في "الشرح الصغير" و"التحقيق " هنا (٢).

(فإن سُبِقَ بأكثر) من ثلاثة أركان مقصودة ( .. فقيل: يفارقه) لتعذر الموافقة، (والأصح: يَتبعه فيما هو فيه، ثم يتدارك بعد سلام الإمام) كالمسبوق

(ولو لم يُتم الفاتحةَ لشغله بدعاء الافتتاح .. فمعذور) كبطيء القراءة، (هذا كلّه في) المأموم (الموافق) وهو من أحرم مع إمامه.

(فأمّا مسبوقٌ ركع الإمام في فاتحته .. فالأصح: أنه إن لم يشتغل بالافتتاح والتعوذ .. تَرك قراءتَه وركع، وهو مُدرِك للركعة) لأنه لم يدرك إلا ذلك القدرَ، فلا تلزمه زيادة عليه؛ كما إذا لم يدرك شيئًا من القيام.

(وإلّا) أي: وإن اشتغل بهما أو بأحدهما ( .. لزمه قراءةٌ بقدره) لتقصيره بالعدول عن الفريضة إلى غيرها، والثاني: يركع معه مطلقًا؛ للمتابعة، ويسقط عنه ما بقي من (الفاتحة) لحديث: "فَإِذَا رَكَعَ .. فَارْكَعُوا" (٣)، قال الأَذْرَعي: ورجحه جماعة، وهو المختار، ولم يذكر المعظمُ غيرَه وما بعده، والثالث: يتم الفاتحة


(١) المحرر (ص ٥٨)، التهذيب (٢/ ٢٧٢)، الشرح الكبير (١/ ٥١٢)، روضة الطالبين (١/ ٢٥١)، ولم أجده في "التحقيق"، و"شرح المهذب" في (الاعتدال) قد تكلم على أن الركن القصير غير مقصود، وعبارةُ الإمام الدميري في "النجم الوهاج" (٢/ ٣٩٤ - ٣٩٥) أدق، وهي (وعبارة المصنف تقتضي: أن القصير غيرُ مقصود، وبه جزم في "الروضة" و"الشرحين"، ووقع في "التحقيق" و"الشرح الصغير ": أنها مقصودة، وفي "أصل الروضة " هنا، وفي "شرح المهذبـ ": أن الأكثرين قالوا به)، والملاحظ: أن الأمام الدميري عندما تكلم على أن الركن القصير غير مقصود نقله عن " الروضة " فقط من كتب الامام النووي رحمه الله تعالى، وهو كذلك.
(٢) روضة الطالبين (١/ ٣٧٠)، المجموع (٤/ ٢٠٤)، التحقيق (ص ٢٦٤).
(٣) أخرجه البخاري (٧٢٢)، ومسلم (٤١٥) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>