للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَيَبْدَأُ بِطَوَافِ الْقُدُومِ. وَيَخْتَصُّ طَوَافُ الْقُدُومِ بِحَاجٍّ دَخَلَ مَكَّةَ قَبْلَ الْوُقُوفِ،

===

"القواعد" (١)، فكان الدخول من الباب الذي تشُاهَد منه تلك الجهةُ أولى.

(ويبدأ بطواف القدوم) للاتباع، متفق عليه (٢)، والمعنى فيه: أن الطواف تحية البيت لا المسجد.

ويستثنى: ما لو خاف فوت مكتوبة أو سنة مؤكدة، أو وجد جماعةً قائمة، وكذا لو تذكر فائتةً مكتوبةً .. فإنه يبدأ بذلك، ويقدم على الطواف؛ كما ذكره في "شرح المهذب" عن الأصحاب (٣).

والمرأة الجميلة أو الشريفة التي لا تبرز للرجال إذا قدمت نهارًا .. فإنها تؤخره إلى الليل، والخنثى كالأنثى.

ويستثنى أيضًا: ما إذا كان له عذر؛ فيبدأ بإزالته قبل الطواف، حكاه في "الكفاية" عن الماوردي، وفي "الأم": أنه لو دخل وقد مُنع الناس من الطواف .. صلى تحيةَ المسجد (٤).

(ويختص طواف القدوم بحاجّ دخل مكة قبل الوقوف) لأن الحاجّ بعد الوقوف، والمعتمرَ قد دخل وقت طوافهما المفروض وخوطبا به؛ فلا يصحّ قبل أدائه أن يتطوعا بطواف؛ قياسًا على أصل الحجّ والعمرة.

وقضيته: أن غير المحرم إذا دخل مكة .. لا يُشرع له طواف قدوم، والذي في "الروضة" و"أصلها": أنه يأتي به كلّ من دخلها، سواء أكان تاجرًا أم حاجًّا أم غيرهما (٥).

قال المنكت: وتعبير المصنف مقلوب، وصوابه: (ويختص حاجّ دخل مكة به)، فإن (الباء) تدخل على المقصود (٦).


(١) القواعد الكبرى (٢/ ٢٨٧).
(٢) صحيح البخاري (١٦١٥)، صحيح مسلم (١٢٣٥) عن عائشة - رضي الله عنها -.
(٣) المجموع (٨/ ١٢).
(٤) كفاية النبيه (٧/ ٣٥٦)، الأم (٣/ ٤٢٥).
(٥) الشرح الكبير (٣/ ٣٨٧)، روضة الطالبين (٣/ ٧٦).
(٦) السراج (٢/ ٢٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>