كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك

الباب الأول: في الترغيب في الحج وفضله - ج: 1 - ص: 108

قال: "إِنَّ الله تَبَارَكَ وتعَالى قال: إِنَّ عَبْدًا صحَّحْتُ له جسْمَهُ ووَسَّعْتُ عَلَيْه في المعيشة يَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أعْوَامٍ لَا يَفدُ إِليَّ لمَحْرُومٌ" (١) رواه ابن أبي شيبة وابن حِبَّان في صحيحه.

تنبيه:

قال العلماء: وهو محمول على الاستحباب، والتأكيد في هذه المدة.

قال الإِمام الحافظ أبو محمد عبد الحق الأزدي (٢) في منسكه: ذكر أبو جعفر العقيلي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حجُّوا قبْل أنْ لا تحجُّوا، قالوا: وما شأن الحجِّ يا رسول الله؟ قال:

---

(١) الكنز: ٥/ ٥، رقم ١١٧٨٩ بلفظ قريب، وقال: أخرجه الأربعة والبيهقي في شعب الإِيمان، عن أبي سعيد.
وفي (المصنف: ٥/ ١٣ رقم ٨٨٢٦) عن أبي سعيد الخدري قال: "يقول الرب تبارك وتعالى: إِن عَبْدًا وَسَّعْت عليهِ الرزق لَمْ يفدْ إِليَّ في كل أربعةِ أعوَامٍ لمحرُومٌ".
(٢) عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الإِشبيلي، أبو محمد المعروف بابن الخرَّاط نزيل بجاية، ناشر العلم بها. كان فقيهًا حافظًا عالمًا بالحديث زاهدًا ورعًا. له مصنفات أشهرها الأحكام صغرى وكبرى، ومنها: فضل الحج والزيارة. ولد سنة ٥١٠. ت ٥٨١ أو ٥٨٢.
(بغية الملتمس: ٣٦٨، تهذيب الأسماء: ١/ ٢٩٣، الديباج: ٢/ ٥٩ رقم ٩، شذرات: ٤/ ٢٧١، عنوان الدراية: ٧٣، وفيات ابن قنفذ: ٢٩٤).