للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسنة خطبة عرفة قبل الصلاة، ويبدأ بالخطبة إِذا زالت الشمس (١).

قال ابن حبيب: أو قبل الزوال بيسير قدر ما يفرغ من الخطبة وقد زالت الشمس، فإِن عجزت فصلها في رحلك جمعًا وقصرًا بإِقامة لكل صلاة، ومع الإِمام أفضل.

قال ابن حبيب: ولا أحب لأحد أن يترك جمع الصلاتين بعرفة مع الإِمام، فإِن صليت وحدك فلا تتنفل بينهما، فإِذا سلّم الإِمام من صلاة العصر وكنت معه أو وحدك، فاذهب مع الإِمام إِلى موقف عرفات وهي جبال الرحمة.

وعرفة كلها وجبالها وسهلها وطرقها كلها موقف، وليس لموضع منها فضل على غيره لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "عَرَفة كلُّهَا مَوْقِفٌ" (٢).

وإِن وقفت عند الصخرات من سفح (٣) الجبل حيث يقف الإِمام فهو أفضل (٤)؛ لأنه موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥) [في جبال] عرفة، ولكنى مع الناس، ولم


(١) أصول الفتيا: ٨٤، التوضيح لخليل: ١/ ٢٢١ ب، شرح العمدة: ١١٨٣، المدونة: ٢/ ١٧٢، موسوعة الإِجماع: ١/ ٢٨٧.
(٢) رواه جابر وأخرجه مسلم. (الصحيح: ١/ ٨٩٣، كتاب الحج، باب ما جاء أن عرفة كلها موقف، رقم ١٤٩).
(٣) (ص): سفل.
(٤) (الذخيرة: ٣/ ٢٥٦).
(٥) من حديث جابر: " ... ركب النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إِلى الصخرات" أخرجه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>