للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البختري امرأته وهو سكران. وعند إسحاق (١): "قال: حسبت أنه قال: عبد الرحمن (٢). وقد قيل (٣): إنه المطلب ابن (٤) أبي البختري" (٥).

وقوله (٦): "لا تقام الحدود إلا على من احتلم أو بلغ الحلم"، معناه بلغ السن الذي لا يبلغه أحد إلا من احتلم. أو بلغ، أي ظهرت عليه علامات الاحتلام وبلوغ حده كالإنبات.

وقوله (٧): "والطلاق من حدود الله". وقال في باب الشهادة في الطلاق بعد هذا: "الطلاق حق من الحقوق/ [ز ١٥٤] وليس بحد من الحدود"، فقوله: من حدود الله، أي مما حد فيه الأحكام والأعداد. قال الله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا} (٨). وقد يكون من حدود الله على ما أشار إليه في غير موضع أنه يؤول إلى الحدود من الإحصان ووجوب الرجم، ولذلك جعل في كثير من أحكامه العبد على النصف من الحر.

وقوله ها هنا: "وليس من الحدود" في باب الشهادة أنه لا يلزم الشهود فيه إذا لم تتم الشهادة حد ولا عقوبة كما يلزم في الشهادة في الزنا


(١) وهو ما في الطبعتين؛ طبعة دار الفكر: ٢/ ١٣٠/ ٦.
(٢) ذكر الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: ٢/ ٢٥٠ عبد الرحمن بن أبي البختري ونسبه طائياً وكناه أبا علي، وذكر في سند روايةَ يحيى بن محمَّد بن صاعد عنه عن مصعب بن مقدام عن سفيان عن محمَّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله. وهذا بعيد، لأن القصة التي في المدونة، وقعت في عهد عمر بن الخطاب.
(٣) في الطبعتين: وقد قيل لي. طبعة دار الفكر: ٢/ ١٣/ ٦.
(٤) كذا في ز، وصحح عليه وكتب بالحاشية: (كذا بخطه في الأصل). وكتب في خ أيضاً بالألف، لكن وقعت الكلمة في أول السطر.
(٥) أما المطلب بن أبي البختري القرشي الأسدي، فقد ترجمه ابن حجر في الإصابة: ٦/ ١٣١، وهذا أقرب. وآل أبي البختري ينسبون لأبيهم، وهو أحد كفار قريش المسهمين في نقد صحيفة مقاطعة قريش لبني هاشم، لكنه قتل يوم بدر كافراً. انظر سيرة ابن هشام: ٢/ ١٩٨، ٢٢١/ ٣/ ١٧٨.
(٦) المدونة: ٣/ ٣٠/ ٧.
(٧) المدونة: ٣/ ٣٠/ ٨.
(٨) البقرة: ٢٢٩.