للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القاطع بالسيفين ليسا مثله، والفرس الجواد (١) في قُرْح (٢) من الخيل، فلم ينص فيها على واحد بواحد (٣). وقال يحيى بن سعيد وابن المسيب (٤): "إن الناقة الكريمة تباع بالقلائص (٥) إلى أجل، والعبد الفاره (٦) يباع بالوصفاء (٧) إلى أجل، والشاة الكريمة ذات اللبن تباع بالأَعْنُق (٨) من الشاء. ولم يذكر ابن المسيب في العبد الفراهة ولا ذكر الشاة (٩). فإنما أجازوا هذا كله وبيع الكبير بصغاره عند كثرة العدد في الجهة الواحدة.

وقد يجاب عن هذا أن ذات الصفات المقترنة مع الكبر هنا من الكرم وغيرها (١٠) لو سلمت (١١) في كبير ليس بتلك الصفة لجاز، فلا تأثير لذكر صغر القلائص والوصفاء هنا. وقد يكون هذا جواباً لمسألة ابن القاسم في العبد الذي (١٢) خرج فضل الخلاف منها. لكن عند بعض الشيوخ متى لم يكن إلا واحداً بواحد - وكان الفضل مجردا من جهة واحدة - لم يجز


(١) هو السريع. انظر اللسان: جود.
(٢) في اللسان: قرح: فرس قارح إذا انتهت أسنانه، وإنما تنتهي في خمس سنين، لأنه في السنة الأولى حولي، ثم جذع، ثم ثني، ثم رباع، ثم قارح ... وجمعه: قُرْح وقُرّح.
(٣) ترك في ز بعد هذا بياضا قدر كلمة مصححاً عليه.
(٤) المدونة: ٤/ ٣/ ١١.
(٥) مفردها: قَلوص، واختلف في معناها ومنه: الفتية من الإبل كالفتاة بالنسبة للمرأة، وقيل: كل أنثى من الإبل حين تركب إلى أن تبزل ... انظر اللسان: قلص، وانظر تفسير المؤلف لها بعد هذا، وفي المشارق: ٢/ ١٨٤.
(٦) في اللسان: فرُه: الغلام الفاره: الحسن الوجه والحاذق.
(٧) قال في اللسان: وصف: مفرده وصيف، وهو الخادم.
(٨) كذا في ز وخ وطبعة دار الفكر: ٣/ ١١٩/ ٨. وفي ق وطبعة دار صادر: العنق، وانظر ضبط المؤلف له بعيد هذا.
(٩) هذا النص بتمامه منسوب ليحيى بن سعيد وحده في المدونة: ٤/ ٤/ ٨.
(١٠) كذا في خ وق وس وح وع، وفي حاشية ز أن ذلك خط المؤلف، وأصلحه الناسخ: وغيره. وهو المناسب للسياق.
(١١) في ق: لو أسلمت.
(١٢) هل هي "التي"؟