للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بذلك في العروض باطل، والبيع نافذ (١).

وسوى ابن القاسم العروض وغيرها، وأبطل الشرط، وكرهه مالك في الجميع (٢).

قال ابن لبابة (٣): وجدت لابن القاسم إذا كان إلى شهر أن سبيله سبيل البيع الفاسد، وكان أبو محمد اللوبي يتأول (٤) مسألة الكتاب أن معناها أن البائع لم يمكن المشتري من القبض إلا بعد قبض الثمن.

وقوله: "إن بعت عبداً ابناً لي في مرضي ولم أحابه" (٥) ظاهره أن المحاباة سواء كانت في ثمنه أو عينه، وأن يريد (٦) تخصيصه به من بين ورثته للرغبة (٧) فيه، وإن باعه بأكثر من قيمته، كما قال ابن القاسم (٨) في سماع أبي زيد (٩)، إن كان من المرغوب في ملكه لم يجز، وقال سحنون في مثله: هذا من المحاباة.


(١) النوادر: ٦/ ٤٠٥.
(٢) كذا في خ وع وح، وفي ق: الجمع.
(٣) محمد بن لبابة: هو أبو عبد الله، محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة، الملقب بالبرجون؛ كان من أحفظ أهل زمانه للمذهب؛ جل سماعه من عمه محمد بن عمر بن لبابة، وسمع من حماس بن مروان، وغيرهم؛ تولى قضاء ألبيرة، له عدة مؤلفات منها: المنتخب، وكتاب في الوثائق؛ توفي سنة: ٣٣٦ هـ (انظر ترتيب المدارك: ٦/ ٨٦ - ٩٢، وشجرة النور، ص: ٨٦).
(٤) كذا في خ وع، وفي ح: تأول.
(٥) في المدونة (٤/ ١٦٧): أرأيت إن بعت عبداً لي في مرضي من ابني ولم أحابه؟
(٦) كذا في خ وع، وفي ح: وإن لم يرد.
(٧) كذا في خ وع وح، وفي ق: المرغبة.
(٨) كذا في خ وع، وفي ح: كما لابن القاسم.
(٩) أبو زيد بن أبي الغمر: هو أبو زيد، عبد الرحمن بن عمر بن أبي الغمر، روى عن يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، وابن القاسم وأكثر عنه، وابن وهب، وغيرهم. رأى مالكاً ولم يأخذ عنه شيئاً. أخرج له البخاري في الصحيح، وروى عنه محمد بن المواز، وأبو إسحاق البرقي، ويحيى بن عمر، وغيرهم. له كتب مؤلفة في مختصر الأسدية، وله سماع من ابن القاسم مؤلف؛ توفي سنة: ٢٣٤ هـ، وكان مولده سنة: ١٦٠ هـ. (انظر ترتيب المدارك: ٤/ ٢٢ - ٢٤، وشجرة النور، ص: ٦٦ - ٦٧).