للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هو (١) غرر يعطب منه غالباً، كالنزول في البئر الحمأة، وهدم الجدارات، والعمل على الزرانيق (٢)، فأتته منيته في هذه الأعمال بغير سببها، أو هلك من سببها، كضربة الإبرة له في استعماله في الخياطة، وسقوط اللبن، والخشب عند نقلها، وانهدام (٣) الحائط عليه عند هدمه، وسقوطه هومن الزرنوق.

فأما الوجه الأول الذي لم يمت بسبب العمل فقالوا فيه: إنه غير ضامن، وهو الصحيح، إذا لم ينقله عن بلده، وموضعه، وهومذهب ابن القاسم (٤).

ومفهوم قوله: يعطبان فيه (٥)، ويهلك في ذلك، فقد بين (٦) أنه إنما راعى هلاكه إذا كان ذلك من سببه.

وقيل: هو ضامن وإن كان عملاً لا يعطب في مثله، لوضع يده عليه بغير إذن سيده، فأشبه الغاصب. وهو قول سحنون (٧).

في بعض روايات المدونة (٨) في الباب بعد هذا، في الذي حول العبد في غير ما استأجره له، فهلك، فقد ضمن، وسار متعدياً.

وقد اختلف الصقليون على مذهب ربيعة، في المستعان به (٩) في الخياطة، إذا مات حتف أنفه، فضمنه بعضهم، وبعضهم لم يضمنه، وأما إذا كان الموت بسبب (١٠) العمل الذي يتوقع الهلاك منه نادراً كما وصفناه، فقد


(١) كذا في ع، وفي ح: وهو.
(٢) كذا في ع وح، وفي المدونة وق: الدرانيق، وهو خطأ.
(٣) كذا في ح، وفي ع: أو انهدام.
(٤) انظر النوادر: ٧/ ٦٢ - ٦٣.
(٥) كذا في ح، وفي ع وق: فيها.
(٦) كذا في ع، وفي ح: فرق بين.
(٧) انظر المدونة: ٤/ ١٧٥، دار الفكر.
(٨) كذا في ع، وفي ح: في رواية المدونة. وفي ق: في بعض الروايات.
(٩) كذا في ع، وفي ح: في المستعارة.
(١٠) في ع وح: من سبب.