للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبقاه الله مؤيداً بتقواه ... " (١).

- "تصفحت يا سيدي أعزك الله بطاعته وتولاك بكرامته، ونفعك باجتهادك وتفهمك وبحثك عن حقائق الأشياء بحسن تدبرك، وأدام الإمتاع بك، وأنام أعين الحوادث عنك برحمته ... " (٢).

وإنما جاء هذا الإطراء الأخير بعد سؤال من القاضي عياض في موضوع شغل باله ولم يرد أن يكون في معالجته نصيًّا، ورأى أن مراعاة المصلحة يقتضي مخالفة رسم الفتوى، وبعض ما في سؤاله "يقع في البال نتائج وسؤالات ومباحث تحقيقية، إن استقصي النظر فيها خولف ما جرى عليه رسم الفتيا والحكم، وإن تغوفل عنها بقيت في النَّفس حزة منها" (٣).

وقد أقره ابن رشد في غير ما قضية على اجتهاده (٤).

وهؤلاء شيوخ الأندلس يشهدون له بالتفوق أيضاً، فكان من قول شيخه في "المدونة" وغيرها القاضي أبو عبد الله بن حمدين: "وحقي يا أبا الفضل، إن كنت تركت بالمغرب مثلك" (٥). وقال في حقه شيخه أبو محمَّد بن أبي جعفر: "ما وصل إلينا من المغرب أنبل من عياض" (٦). وأكبر هذه الشهادات المؤكدة لهذه الدعوى قول شيخه أبي الحسين بن سراج حين عزم على الرحلة لأحد الشيوخ الأندلسيين: "لهو أحوج إليك منك إليه" (٧).

ويزيد تأكيداً لهذا أنه بمجرد حلوله من رحلته الأندلسية أجلسه أهل


(١) الفتاوى: ٢/ ١٢٢٨، وانظر أيضاً: ٢/ ١٠٨٢، ١١٥٨، ١١٦٣.
(٢) الفتاوى: ٢/ ١١٦٣.
(٣) الفتاوى: ٢/ ١١٦١ - ١١٦٢.
(٤) انظر مثلاً: ٢/ ١١٥٨، ١٢٤٤، ١٤٨٧.
(٥) التعريف: ١٠٦.
(٦) نفسه.
(٧) نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>