للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتصانيفه ورواياته (١)، وتصانيف أبي إسحاق الشيرازي (٢) ... وغير هؤلاء كثير من أهل سبتة والأندلس.

وهذا الكم المتنوع من المرويات والمدروسات أسهم في صقل موهبة عياض الفقهية، فقد جمع الأمهات والمصادر من مختلف المدارس المالكية؛ المصرية والبغدادية والقروية والأندلسية. وإذا انضم إلى ذلك التكوين الحديثي والأدبي للقاضي عياض صاغ منه شخصية موسوعية ونموذجاً فقهياً متميزاً، وزادته الممارسة العملية للشورى والقضاء والإفتاء توقداً وتمرساً.

شهادات في حق القاضي عياض:

أثنى غير واحد على المؤلف وشهد له بالتفوق في غير ما علم، ويهمنا هنا ما هو ألصق بمجال الفقه ... ولعل إحدى الشهادات التي لم يرفع عنها الستار بعد هي شهادة شيخه ابن رشد، فقد أحله مكانة خاصة وأثنى عليه ثناء عطراً وأجله إكباراً، واعترف له بالموهبة الفقهية والبحث عن الدقائق، كان ذلك في مكاتباته إياه في الاستفتاءات التي يرفعها إليه القاضي عياض وهو على قضاء سبتة. فبين الفينة والأخرى تعترضه قضايا فيرفع فيها أسئلة مجموعة قد تبلغ بضعة عشر سؤالاً (٣)، وبعض هذه الأسئلة مؤرخ بالعام ٥١٩ هـ، مما يؤكد التواصل الدائم بين القاضيين (٤). ومما جاء في هذه الإشادات والتقديرات في مستهل إجابات القاضي أبي الوليد:

- "أبقى الله الفقيه القاضي الأجل ... " (٥).

- "يا سيدي وأعظم عددي، وأجل أوليائي في الله وعمدي، ومن


(١) الغنية: ٢٢٩.
(٢) الغنية: ٢٣٠.
(٣) ورد هذا في فتاوى ابن رشد: ٢/ ١٢٢٦، وانظر الهامش الآتي.
(٤) ذكر في الفتاوى السنوات: ٥١٦ (الفتاوى: ٢/ ١٢١٥) و٥١٨ في (٣/ ١٣٢٥) وأواخر ٥١٨ في (٣/ ١٣٣٣، ١٣٤٦) و٥١٩ في (٣/ ١٤٨١).
(٥) الفتاوى: ٣/ ١٣٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>