للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كذا رويناه. وكان في أصل ابن عتاب: ابن وهب عن فضيل. وهو وكيع مُصْلَح في أكثر الأصول. ووجدت في بعض أصول شيوخنا عن ابن وضاح: ليس لابن مهدي (١) في الوضوء ولا في الصلاة ولا في البيوع - يعني في "المدونة" - (شيء، إنما هي لوكيع. وليس لوكيع في الصيام ولا في الزكاة ولا النذور ولا الشهادات شيء، إنما هي لابن مهدي) (٢). قال ابن وضاح: فأما التي في كتاب وكيع فقرأها - يعني سحنون - عليه في كتابه. وأما التي لابن مهدي، فأخبرني موسى (٣) أن سحنون أخذها منه - يعني مناولة -.

وقوله (٤) فيمن تيمم على موضع نجس قد أصابه (٥) البول أو العذِرة (٦): "يعيد ما دام في الوقت"، وشبَّهه بمن توضأ بماء غير طاهر أنه يعيد ما دام في الوقت، وهذا قوله فيما لم يتغير من الماء. والماء يحمل قليل النجاسة وغير الماء بخلافه. وظاهر "المدونة" أنه محقق النجاسة لقوله: "بول" (٧)، خلاف ما ذهب إليه ابن حبيب وأصبغ أنه متى علم بالنجاسة أعاد أبداً (٨). وهذا مذهبه في الكتاب في المتوضئ بالماء النجس الذي لم يتغير


(١) هو عبد الرحمن بن مهدي البصري أبو سعيد، الإِمام الحافظ، توفي ١٩٨. (انظر التهذيب: ٦/ ٢٥٠).
(٢) سقط من خ.
(٣) هو موسى بن معاوية الصمادحي الإفريقي أبو جعفر، سمع وكيعا والفضيل بن عياض، وسمع منه سحنون وابن وضاح وعامة الإفريقيين. قال أبو العرب: كان - على فقهه - ثقة مأمونا عالما بالحديث والفقه، كثير الأخذ عن رجاله المدنيين والكوفيين والبصريين، وكان سحنون يجله ويعظمه ويعرف حقه في العلم ويقدمه بين يديه في المجالس، توفي ٢٢٥. (انظر طبقات علماء إفريقية وتونس: ١٩٠، والمدارك: ٤/ ٩٣ - ٩٥).
(٤) المدونة: ١/ ٣٦/ ٣.
(٥) كذا في خ، وفي بقية النسخ: أو أصابه.
(٦) في ق: والعذرة، وفي س وع وح وم وط: القذر. وليس أي من اللفظين في المدونة.
(٧) في س وع وح وم وط: أو بول. وهو ما في حاشية الرهوني: ١/ ٣٦٠، وفي التقييد: ١/ ٨٨: لقوله أو أصاب البول أو العذرة بخلاف ما ذهب ...
(٨) ذكر هذا في الجامع: ١/ ٥٩ والذخيرة: ١/ ٣٤٩.