للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ظنه إدراكه، فرأى أن حكمهما سواء، والله أعلم.

وبَكر بن سَوادة (١)، بفتح السين وتخفيف الواو وقال مهملة، ونسبه الجُذامي بذال معجمة.

وقوله: "لك مثل سَهْم جَمْع" (٢)، رويناه بفتح الجيم وضمها، والفتح الصواب. قال الأخفش (٣): أي مثل سهم جيش، وقال أبو عمران: أي


(١) المدونة: ١/ ٤٣. وهو أبو ثمامة، مصري فقيه. (انظر التهذيب: ١/ ٢٢٤).
(٢) هذا جزء من حديث في المدونة رواه ابن وهب، قال: أخبرني الليث بن سعد عن معاذ بن محمَّد الأنصاري وغيره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للذي أعاد صلاته: "لك مثل سهم جمع"، وقال للذي لم يعد: "أجزت عنك صلاتك وأصبت السنة". (يعني للرجلين اللذين احتلما في السفر ولم يجدا الماء، فتيمما، فصليا، ثم وجدا الماء). وهذا اللفظ: "لك مثل سهم جمع" لم أقف عليه في غير المدونة وسنن النسائي، والحديث مروي في الأمهات باللفظ المعروف: قال للذي أعاد: لك الأجر مرتين، وقال للآخر: أصبت السنة، أو تمت صلاتك"، وهو في المستدرك: ١/ ٢٨٦، وقال: على شرط الشيخين وسنن الدارمي: ١/ ٢٠٧، وكبرى البيهقي: ١/ ٢٣١، وأبي داود كتاب الطهارة باب في المتيمم يجد الماء بعد ما يصلي في الوقت، والنسائي في كتاب الغسل والتيمم باب التيمم لمن لم يجد الماء بعد الصلاة، كلهم عن أبي سعيد الخدري، لكن قال أبو داود عقبه: وذكر أبي سعيد الخدري في هذا الحديث ليس بمحفوظ، وهو مرسل، وأشار النسائي كذلك إلى إرساله. أما هذا الطريق الثاني في المدونة فمعاذ بن محمَّد الأنصاري في حديثه وهم كما قال العقيلي في الضعفاء: ٤/ ٢٠٢، وقال ابن عدي في اللسان: ٦/ ٥٥: منكر الحديث. (انظر الميزان: ٦/ ٤٥٢). ثم إنه أرسل الحديث.
(٣) يوجد أخافش عديدون أشهرهم ثلاثة: الكبير أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد، تلميذ أبي عمرو بن العلاء وشيخ سيبويه والكسائي. توفي ١٧٧ (انظر طبقات الزبيدي: ٤٠ وبغية الوعاة: ٢/ ٧٤ وإنباه الرواة على أنباه النحاة: ٢/ ١٥٧).
والأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي تلميذ سيبويه وشارح كتابه للناس وصاحب المؤلفات في اللغة والنحو. توفي ٢١٥ (انظر البغية: ١/ ٥٩٠ والإنباه: ٢/ ٢٧٦).
والأصغر أبو الحسن علي بن سليمان بن الفضل، تلميذ المبرد وثعلب، وصاحب مؤلفات عدة. توفي ٣١٥ (انظر البغية: ٢/ ١٦٧ والإنباه: ٢/ ٢٧٦). ومن طريق الصغير يروي المؤلف كتاب الكامل للمبرد في الغنية: ٧٩، ٥٩ وسمى في الإكمال الأخفش الأوسط. =