للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكثر الشيوخ في غيره بضم التاء وهمز الواو بالفتح، وكذا قيده عبد الحق عن الأَجْدابي في روايته. وصوابه عند أهل العربية والرجال: التَوْأَمة، بفتح التاء وسكون الواو وهمزة بعدها. وقد تسهل وتنقل الفتحة إلى الواو فيقال: التُوَمة - وهو اسم مولاة أبي صالح هذا، واسمه نبهان - بفتح النون وسكون الباء بواحدة - وكذلك الحارث بن نبهان (١)، وهي التوأمة بنت أمية بن خلف الجمحي، ولدت مع أخت لها في بطن واحد فسميت بذلك (٢). وعلى الصواب ضبطناه عن بعض شيوخنا ورده علينا المتقنون منهم (٣).

وقوله (٤): "الصلاة خلف هؤلاء الولاة"، إشارة إلى أئمة الجور من أهل السنة (٥)، وكلامه في إجازتها خلاف كلامه في أئمة أهل الأهواء (٦) وتوقفِه في الإعادة خلفهم، والقول بالإعادة في الوقت أو لا إعادة، وأنه يصلي ابتداء وراءهم كيف كانوا، ما لم يكونوا مبتدعين أو غير مأمونين على الطهارة والصلاة أو مغيرين لها عن سنتها، فإن فعلوا ذلك صاروا في حكم المبتدعة لا يصلى خلفهم إلا أن يخافهم فيصلي ويعيد. واستحب ابن حبيب الإعادة خلفهم في الوقت (٧).

وقوله في كتاب الجنائز (٨): لا يصلى على أهل الأهواء، وظاهره يشعر


(١) انظر ترجمته في التهذيب: ٢/ ١٣٨.
(٢) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد: ١/ ١٤٩، ونقل المؤلف هذا عن الواقدي في المشارق: ١/ ١٢٦.
(٣) كرر المؤلف كل هذا في الإكمال: ١/ ١٥٧ وانظر أيضاً المشارق: ١/ ١٢٦.
(٤) في المدونة: ١/ ٨٣/ ٤: "قلت: أفكان مالك يقول: تجزئنا الصلاة خلف هؤلاء الولاة والجمعة خلفهم؟ قال: نعم".
(٥) في غير خ: الملة.
(٦) في المدونة أيضاً: قلت: فإن كانوا قوما خوارج غلبوا، أكان يأمر بالصلاة خلفهم والجمعة خلفهم؟ قال: كان مالك يقول: إذا علمت أن الإِمام من أهل الأهواء فلا تصل خلفه ولا تصل خلف أحد من أهل الأهواء.
(٧) انظر تفصيل هذه المسألة في النوادر: ١/ ٢٨٩، والتبصرة: ١/ ٣٥ ب، والجامع: ١/ ١٠٢، والبيان: ١/ ٤٤٣.
(٨) المدونة: ١/ ١٨٢/ ٢.