للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بل لما يخاف أن يقع في نفس الإِمام من الكبر والتزين بذلك ليُرِيَ من جاء أنه هو الإِمام. والذي يظهر لي أنه كما نُهِيَ أن يصلى أرفع (١) مما عليه أصحابه لعلة الكبر والترفع عليهم كما علل شيوخنا - وهو معنى قول مالك (٢): "لأن هؤلاء يعبثون" - كذلك نهيناه عن بقائه (٣) منفرداً بموضعه لتلك العلة، ولم يكن بد من تقدمه (٤) فيه للصلاة ليتبين أنه الإِمام ويقتدي (٥) به، فإذا كملت الصلاة لم يبق لانفراده عنهم وتميزه بمجلس دونهم إلا الترفع عليهم كالذي يصلي أرفع منهم، ولو احتاج للصلاة على أرفع مما عليه أصحابه ليقتدوا به ويعلمهم لما منع كما فعله عليه السلام حين صنع له المنبر فصلى عليه ليعلمهم ما لعله يخفى عليهم من هيئاته إذا كان سواء معهم، ولينظر جميعهم [جميع] (٦) حركاته في الصلاة حتى لا يحجبها بعضهم عن بعض، وكما طاف راكباً لمثل ذلك. وقد قال - عليه السلام -: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (٧)، وقال: "خذوا مناسككم عني" (٨) (٩) / [خ ٤٥].


= ينفتل"، ولم ينقط الكلمة الأولى. و"ينفتل" مشابهة في الصورة لما في أصل المؤلف. وفي بقية النسخ: "يتنفل". ولعل الصواب: ينتقل.
وأجاز أيضاً ذلك في سماع أشهب وابن نافع في العتبية كما في البيان: ١/ ٤٠٣، وأجازه ابن القاسم أيضاً في سماع موسى عنه كما في البيان: ٢/ ١٣٠، هذا ولم يعز ابن أبي زيد هذا النقل للمختصر في النوادر: ١/ ٢٩٢.
(١) في ق وع وم: على أرفع.
(٢) المدونة: ١/ ٨١/ ٨.
(٣) في ق وس وع وح ول وم والتقييد: ١/ ١٩٢: صلاته، ومرض عليها ناسخ ق، وأشار إلى أن في نسخة أخرى: بقائه.
(٤) في س وع وح وم والتقييد: تقديمه. والأول أولى.
(٥) كذا في ز، ولعل المناسب: ويقتدى.
(٦) ليس في ز.
(٧) أخرجه ابن حبان في صحيحه: ٤/ ٥٤١ عن مالك بن الحويرث والدارقطني في سننه: ١/ ٢٧٣.
(٨) في خ وق: عني مناسككم.
(٩) أخرجه مسلم في كتاب الحج باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكباً عن جابر، والبيهقي في الكبرى: ٥/ ١٢٥.