للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الوجوه الثلاثة للتجارة: اكتراء الأرض واشتراء الحب والزراعة، فلا خلاف أنه يزكي الحب على التجارة. ولم يبلغ قائل هذا قول أشهب. وقال فيها ابن القاسم في "المجموعة": "يزكي الحب إذا قبضه، نحو جواب "المدونة"، إلا أن تكون الأرض له أو زرعها في أرض الكراء لقوته، ولو كان مديرا قومه لحول من يوم زكاه حباً" (١). وذكر ابن حبيب هذا عن مالك وقال: رواه عنه ابن القاسم وغيره، ورأيت أصبغ بها معجباً.

وأبو عمرو بن حِماس (٢) عن أبيه، حماس بكسر الحاء المهملة وتخفيف الميم، وآخره سين مهملة (٣).

وقوله (٤): "يبيع الجلود والقرون"، هي جعاب السهام، واحدها قرَن، بفتح الراء، تصنع من الجلود (٥)، وليست بقرون البهائم. وفي "الواضحة": الأقران، ورواها (٦) أصحاب الغريب: أقرُنٌ (٧)، وكلها جمع صحيح لما قلناه.

وظاهر "المدونة" أن المدير يزكي جميع ديونه من قرض أو غيره (٨)، على هذا حمل المسألة شيخنا القاضي أبو الوليد (٩). وقال القاضي الباجي (١٠): إنه لا خلاف في القرض أنه لا يزكى. وخرج اللخمي (١١) فيه خلافاً.


(١) نقله في النوادر: ٢/ ١٣٤.
(٢) المدونة: ١/ ٢٥٥/ ٤ - . هو ابن عمر الليثي، روى عن أبيه، توفي ١٣٩، انظر التهذيب: ١٢/ ١٩٧.
(٣) انظر ترجمته في التاريخ الكبير: ١/ ١٣٠.
(٤) المدونة: ١/ ٢٥٥/ ٤.
(٥) في العين: قرن: وهو جعبة من جلد تشق وتجعل فيها السهام.
(٦) في خ: رواها. وهذا ضعيف.
(٧) انظر غريب ابن قتيبة: ٢/ ٥٥ والفائق: ٣/ ١٧٩ والنهاية: ٤/ ٥٥.
(٨) المدونة: ١/ ٢٥٤/ ٤.
(٩) في المقدمات: ١/ ٣٠٤.
(١٠) في المنتقى: ٢/ ١٢٥.
(١١) في التبصرة: ٢/ ٢٩ أ.