للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الشيوخ أقفال، وقصد تلكم الحضرة ليقيم أود متونها ... " (١).

أسانيد القاضي عياض إلى المدونة:

اعتنى عياض رحمه الله بذكر أسانيده إلى جميع العلوم التي يبثها، ويقوم بنشرها، وتدريسها لطلبته، وعيا منه بأن الإسناد ركن من أركان الدين. فذكر أسانيده إلى كل العلوم التي أخذها عن شيوخه في كتابه "الغنية". ولم يقتصر ذكره لهذه الكتب على سند واحد بل روى كل كتاب من هذه الكتب بأسانيد كثيرة، وما "المدونة" إلا جزء يسير من العلوم التي أخذها بهذه الطريقة.

ولما أراد أن يؤلف كتابه "التنبيهات" على "المدونة" قام أولاً بعرض الأسانيد التي أخذ بها "المدونة" فقال في مقدمة الكتاب:

ذكر أسانيدنا في هذا الكتاب التي حملناها بها، وأداها لنا شيوخنا إلى مؤلفها، رحم الله جميعهم، وهي من طريق النقل والرواية كثيرة، واقتصرت منها هنا على ما أذكره، فقرأت بلفظي وسمعت بقراءة غيري، جميع كتب "المدونة والمختلطة" بمدينة قرطبة حرسها الله على الشيخ الفقيه أبي محمَّد عبد الرحمن بن محمَّد بن عتاب رحمه الله سنة سبع وخمسمائة، وعارضت كتابي بأصل أبيه العتيق، وحدثني بجميع ذلك عن أبي بكر عبد الرحمن (٢) بن أحمد التجيبي عن أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم عن


(١) الرسالة في "قلائد العقيان" لابن خاقان: ١١٦، وطبقات المالكية: ٣١٣. ومما يؤكد هذا أيضاً قول تلميذه ابن القصير عن هذه الرحلة: " ... عند صدوره من قرطبة بعد تقييده ما قيد بها من الروايات وطلب بها من العلم ما طلب ... "، انظر: أزهار الرياض: ٤/ ٢٤١، وكذلك مكوثه بمرسية ينتظر بروز أبي علي الصدفي من تخفيه نحو شهرين يقابل بأصوله، انظر: التعريف: ٨ ومعجم ابن الأبار: ٣٠١، وأزهار الرياض: ٣/ ٨، وطبقات المالكية: ٣١١.
(٢) في النسخ: أبو بكر بن عبد الرحمن والصواب أبو بكر عبد الرحمن وهو ما أثبتناه. وهو أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن محمَّد التجيبي، المعروف بابن حوبيل شيخ ابن عتاب، وهو ليس أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الخولاني صاحب أبي عمران.

<<  <  ج: ص:  >  >>