للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد أخبر الله ﷿ عن سنته الماضية في تكذيب أهل الباطل للرسل وأتباعهم، فقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (٣٤)[الأنعام: ٣٤].

وثبت في صحيح مسلم أن النبي قال: «ألا إن ربي أمرني أن أُعلِّمَكُم ما جهلتم، مما علّمني يومي هذا»، وقال: «إنما بعثتكَ لأَبْتليكَ وأَبتليَ بِكَ» (١).

ومعناه: أمتحنك بما تلاقيه من الصبر على أذى المشركين، وأمتحنهم بما لقوا منك من القتل والجلاد (٢).

فالله ﷿ ابتلى نبيه بأذى المشركين له، وكل من سار على منهج النبي وطريقه فسيحصل له من الابتلاء ما حصل للنبي ، وبحسب شدة التمسك بسنته يشتد الابتلاء.

ولما كانت الدعوة الإصلاحية دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب دعوة سلفية سنية على منهاج النبوة حصل لها من الابتلاء ما حصل منذ نشأتها، ولا تزال تتعرض للهجوم عليها والانتقاد لأصولها ومنهجها.

ومما لوحظ ازدياد هذا الهجوم في الوقت المعاصر بوسائل وأساليب مختلفة من خلال المؤتمرات والندوات والدراسات والمواقع العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي والقنوات المرئية


(١) صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها أهل الجنة وأهل النار، برقم: ٢٨٦٥.
(٢) انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض: ٨/ ٣٩٥، وشرح النووي على صحيح مسلم: ١٧/ ١٩٨.

 >  >>