[المطلب الثامن: دعوى أن دعوة الإمام في الولاء والبراء هي أصل الإرهاب]
من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ﵀ دعوى أن الإرهاب يستمد قوته من عقيدة الولاء والبراء في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، وأن ما يدعيه من التسامح أنه خدعة ساذجة.
يقول محمد المحمود في كلامه عن دعوة الإمام وأن عقيدة الولاء والبراء هي أصل الإرهاب، فهي - أي دعوة الإمام-: "تحمل في طياتها - ما يبررها -ظاهرياً- من حيث كون هذا الخطاب المتسامح، والداعي للتسامح، يواجه تيار العنف والإقصاء بالعنف والإقصاء. أي أنه بهذا يظهر وكأنه يقصي تياراً أو فصيلاً من جملة التيارات أو الفصائل الاجتماعية، بوصف التيار العنفي ينبع -في الغالب- من داخل النسيج المجتمعي لمكافحي خطاب التطرف والإرهاب.
إذن، هناك شبهة تعارض، بين فكرة التسامح -كفكرة مبدئية- وبين اللغة التي تتم بها الدعوة إلى هذا التسامح. ومع أنها شبهة روّج لها -ويروّج لها- مُدّعو الحياد في المعركة الدائرة مع الإرهاب، إلا أنها -في حد علمي- لم تبدأ -أساساً- من جانب مُدّعي الحياد، بل بدأت من جانب تيارات التطرف الصامت، ذلك التطرف/ الإرهاب الكموني، الذي لم يمتلك شجاعة المواجهة، بل ولا حتى شجاعة المجاهرة بمبادئة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى لم يستطع هذا التيار التخلي عن يقينياته التي تلامس سقف أصولية العقائد، التي تتقاطع -تقاطعاً إيجابياً- مع يقينيات التيار المتطرف. لهذا، اكتفى بالتعاطف المضمر مع الإرهاب، محاولاً - في الوقت نفسه- تقديم خدمة (اللوجستيات (١) الفكرية!) الداعمة، التي تكفل له براءة الذمة
(١) يعود أصل الكلمة إلى اللغة الإغريقية القديمة وتأتي من كلمة لوجوس () وتعني "نسبة، حساب، سبب، خطاب". وقد انتقل استخدام الكلمة من حاجة الجيش إلى التزود بالإمدادات خلال تحركهم من قواعدهم إلى المواقع إلى المجال الاقتصادي: https:// ar.wikipedia.org/ wiki/ الدعم_اللوجستي. وانظر: الموسوعة العربية: https:// www.arab- ency.com/ ar/ البحوث/ اللوجستية.