لقد تنوعت وسائل المناوئين وأساليبهم في مناوئة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، ومحاولة تشويهها وتنفير الناس عنها، مستخدمين في ذلك كل وسيلة وأسلوب؛ ولكن الله ﷿ حافظ دينه، ووعد سبحانه بنصر من ينصره، وبالتمكين له، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: ٥٥].
[المطلب الأول: وسائل المناوئين لدعوة الإمام.]
اتخذ المناوئون لدعوة الإمام ﵀ عددا من الوسائل لمحاربة الدعوة، منها ما يلي:
[١ - جمع الردود على دعوة الإمام وطباعتها في كتاب واحد]
من وسائل المناوئين جمع الردود التي ألفت ضد دعوة الإمام، وطباعتها في كتاب واحد تسهيلا للوصول إليها، وحفاظا عليها، ولبيان أن الذين ردوا على دعوة الإمام أكثر من واحد، ومن بلدان متعددة، ومن ذلك كتاب الرد على الوهابية في القرن التاسع عشر - نصوص الغرب الإسلامي نموذجاً-، وكذلك الرد على الوهابية في القرن التاسع عشر - نصوص الشرق الإسلامي نموذجاً- وفي مقدمة الكتاب يقول:
"إن مادة الكتاب طريفة وطريقة البحث جدية. فإن كانت أعمال محمد بن عبد الوهاب متوافرة إلى حد التخمة، إلا أنها بقيت مبعثرة إلى أن جُمعت اخيراً سنة ١٩٧٧ م في مؤلفات الشيخ، إلا أن حظ الردود بقي محدوداً ومهملاً لعدم تقدير البحاثة أهمية الموضوع وقلة المصادر. ولقد اختصت بعض الكتب في تقديم ردود بلد ما على الوهابية مثل العراق أو الهند أو أدغمت الردود في ثنايا كم هائل من الدراسات السياسية لتاريخ الحركة الوهابية أو مدح السيرة الذاتية لمحمد بن عبد الوهاب.
كما ضُمنت الردود في ثنايا ما سُمي من طرف البحّاثة الموالين للدعوة بتأثير وانتشار دعوة