للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن عبد الوهاب على الجزيرة العربية وأطرافها.

وهذا الكتاب هو أول دراسة تجمع على حد علمنا ردوداً متفرقة، البعض منها نشر، ولكن غير متوافر أو نفذ، والبعض الآخر لا يزال في شكل مخطوطات مبعثرة في مكتبات عربية وأجنبية. ولقد آلينا على أنفسنا اقتناء أكثر ما يمكن من الردود من مكتبات عربية وأجنبية (ألمانيا وأميركا تحديداً)، فضلاً عن أهم ما صدر من كتب وأدب الرحالة ومقالات حول الموضوع في أربع لغات (عربية، إنكليزية، ألمانية، وفرنسية).

وهو أول كتاب يمسح جل الردود في ما يناهز قرناً ونصف القرن من الشرق العربي (السعودية، اليمن، العراق) وآسيا (الهند)، فضلاً عن إعادة التدقيق في ما نشر وتحقيق ما لم يُنشر من ردود الغرب الإسلامي (المغرب وتونس)، مع العلم أن مصر وتركيا اكتفتا بالرد العسكري على توسع الدعوة الوهابية خلال القرن التاسع عشر بإسقاط الدولة الأولى (١٨١٨) والمتابعة العسكرية اللاحقة وتطويقها خلال الدولة الثانية (١٨٢٣ - ١٨٩٠). ولم تدخل مصر، عبر علماء الأزهر، حلبة الصراع الفقهي إلا في بداية القرن العشرين، في حين أن الشيعة اكتفت في حدود مجال البحث، برد واحد سنة ١٧٩٥، ادغم في البحث، قبل أن تتصدر قائمة المعارضين في الثلاثينات من القرن العشرين إثر الغارات المتكرر على كربلاء وتضييق الخناق على الشيعة من طرف الدولة السعودية الثالثة الناشئة (١٩٢٦ - ١٩٣٢) " (١).

[٢ - الكتابة عن دعوة الإمام دون الوقوف عليها لمعرفة حقيقتها]

فالأصل أن تدرس دعوة الإمام ويؤلف عنها الكتب في مكانها لأنه أقرب لمعرفتها ومعرفة حقيقتها (٢). "وحين انتشرت السلفية في أوربا في التسعينيات، اجتذبت بعض الانتباه الأكاديمي، ولكن البحث في السلفية كان محلياً جداً أو عاماً جداً في أفقه. وكان الكثير من البحث يتم إجراءه على أيدي علماء علم الإنسان، وبقيت علاقات السلفية مع الحركة العالمية


(١) الرد على الوهابية في القرن التاسع عشر - نصوص الشرق الإسلامي نموذجاً: ٩ - ١٠.
(٢) الوهابية مقالة نقدية: ٧٧ - ٧٨. ومعجم ما ألفه علماء الأمة الإسلامية للرد على خرافات الدعوة الوهابية، ضمن مجلة تراثنا، رقم ١٨، شوال، ١٤٠٩: ٨٦٦ - ٨٩٨. ومغالطات السلفية: ٦٣٣ - ٦٤٠.

<<  <   >  >>