للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب العشرون: دعوى عدم وصف الله بالأحد.]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى عدم وصف الله سبحانه بالأحد، وأن الإمام محمد بن عبدلوهاب لم يذكر سورة الإخلاص في كتاب التوحيد.

يقول أحمد راسم النفيس في بيان الفرق بين الوحدانية والأحدية، وأن هذه الدعوة السلفية -حسب زعمه- لم تصف الله بالأحد ومعناه عنده الشيء الذي لا ينقسم في نفسه أو معنى صفته.

"الغريب أن الشيخ عبد الوهاب [كذا] في كتابه المسمى بالتوحيد لم يستشهد ولو لمرة واحدة بسورة الإخلاص وهي السورة التي تعدل ثلث القرآن كما هو مشهور ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)[الإخلاص: ١ - ٤].

إنها تعدل ثلث القرآن لأنها جمعت في سطر واحد منظومة العقيدة الإسلامية حيث يفسرها الشيخ الطوسي في كتابه (التبيان في تفسير القرآن):

وهذا أمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله أن يقول لجميع المكلفين (هو الله) الذي تحق له العبادة، (أحد) ومعناه واحد فقوله: (هو) كناية عن اسم الرب لأنهم قالوا ما ربك؟ قال هو الله أحد (١)، وقوله (الله) ابتداء وخبره (أحد)، وأصل (أحد) وحد فقلبت الواو همزة، وقد جاء وحد على الأصل، وحقيقة الوحد شيء لا ينقسم في نفسه أو معنى صفته، فإذا أطلق أحد من غير تقدم موصوف فهو واحد نفسه، فإذا جرى على موصوف فهو أحد في معنى صفته، فإذا قيل الجزء الذي لا يتجزأ واحد فهو واحد في معنى صفته، وإذا وصف تعالى بأنه


(١) ورد في سبب نزول هذه السورة عدة روايات، فقيل إنها نزلت بسب سؤال المشركين، وقيل إنها بسب سؤال اليهود، وقيل إنها بسب سؤال النصارى، وقيل غير ذلك، وهذا السؤال عن صفة الرب ﷿: "صف لنا ربك"، " انسب لنا ربك"، وليس فيها السؤال عن ماهية الرب، كما يقول الطوسي "ما ربك"، فإن السؤال "بما" يكون للماهية. انظر: مفاتيح الغيب: ٣٢/ ٣٥٦، وتفسير ابن كثير: ٧/ ٥١٨، ورفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب: ١/ ٢٩٠، وشرح التلخيص: ٣٥٣، وتتمة أضواء البيان: ٩/ ١٥٥ ..

<<  <   >  >>