للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: دعوى إدخال مسألة الولاء والبراء في العقيدة وهي ليست منها]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى أن مسألة الولاء والبراء ليست من العقيدة، وأن دعوة الإمام أدخلت هذه المسألة ضمن مسائل العقيدة وهي من المسائل الفقهية.

يقول عبد الله العتيق في أثار إدخال ما ليس من العقيدة في العقيدة بعد أن ذكر الأثر الأول، وهو التكفير: "الأثر الثاني: المعاداة.

هذه نتيجة حتمية للأثر الأول، فإذا نزل حكم التكفير على أحد كان لازم أن يُعاده، لمبدأ الولاء والبراء، ولأن من نواقض الدين، عند من أدخل ما ليس من العقيدة فيها، أن موالاة من ليس مسلماً يعتبر كفراً، وربما أدى الحال إلى الشك في كفرهم (١)، وهذا بحد ذاته مكفر وناقض، فالقضايا هذه هي في حكم القضايا العقدية، والتي يجب فيها اتخاذ مواقف شديدة في التعامل مع الفاعلين لها" (٢).

حقيقة هذه الدعوى:

سبق في الدعوى الثامنة عشرة من الفصل الأول، فرية إدخال بعض المسائل في العقيدة وهي ليست منها، وأن تلك الدعوى قديمة، وسببها الاشتباه في معنى العبادة الصحيح (٣)، وهذه الدعوى مبنية على ذلك؛ فإن الولاء والبراء من لوزام العبادة، ومبنية كذلك على عدم


(١) قال صاحب الكتاب: قال محمد بن عبد الوهاب في "نواقض الإسلام": ١/ ٣٨٥ "مجموعة مؤلفاته": "الناقض الثالث: من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم، كفر"، وهذا منه يسلك تطبيقه على ما ذكره في كتبه"، وبعضاً كثيراً مما قاله ليس داخلاً في أصول الاعتقاد لا عرضاً ولا نقضاً، وإنما هو من فروعه، ولو وظفنا ما قال في "النواقض" على تلك القضايا التي قصد بها المسلمون في وقته لما بقي أحد منهم يوالى، ولكان مبدأ الولاء والبراء قائماً في الفرعيات لا في الأصول، فيكون تنزيلاً لهذا المبدأ على ناس فعلوا أموراً ليست من العقيدة هي عند الموظفين لمبدأ الموالاة والمعاداة من العقيدة.
(٢) ليس من العقيدة: ٤٦ - ٤٧. وانظر: رواية ريح الجنة لتركي الحمد: ١١، ١٥٣، ١٦١.
(٣) انظر: رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله: ٣١.

<<  <   >  >>