للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب التاسع عشر: دعوى عدم صحة تقسيم الشفاعة إلى: مثبتة، ومنفية، وأن طلب الشفاعة شرك مطلقًا

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى أنه لا يوجد شفاعة منفية، وأن طلب الشفاعة عند الإمام محمد بن عبد الوهاب شرك مطلقا.

يقول أبو هشام الشريف في جوابه عن سؤال عن الشفاعة، وهل هناك شفاعة منفية وأخرى مثبتة؟: "ولا توجد شفاعة منفية، لأننا لو قلنا بشفاعة منفية لكان معناه أن يشفع من لا تجوز شفاعته فترد تلك الشفاعة، ويستحيل حدوث ذلك في الآخرة.

ولكن الشفاعة لا تكون إلا بشروط:

١ - أن يكون الشافع ممن يستحق أن يشفع من الأنبياء أو الشهداء أو قراء القرآن … إلخ.

٢ - أن يؤذن له في الشفاعة.

س: فما معنى قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٥٤)[البقرة: ٢٥٤]؟.

ج- يوم القيامة لا شفاعة، وإنما الشفاعة العظمى للنبي الكريم تُنهي الموقف يوم القيامة ويبدأ الحساب، ثم بعد ذلك تكون الشفاعات الأخرى" (١).

ويقول عثمان النابلسي بعد أن ذكر حديث الشفاعة (٢): "ففي هذا الحديث أراد المؤمنون أن يستشفعوا إلى ربهم ، فيجعلوا أحد الأنبياء وسيطاً وشفيعاً لهم إلى الله تعالى ليرتاحوا من مكانهم، فطلبوا الشفاعة من سيدنا آدم ثم من سيدنا نوح فسيدنا إبراهيم فسيدنا موسى فسيدنا عيسى ، ولم يقل لهم أحد الأنبياء لقد أشركتم بطلبكم الشفاعة منّا، بل كل واحد من الأنبياء وجّههم لطلب الشفاعة من غيره ممن هو أقرب عند الله تعالى، ثم


(١) ركائز التوحيد في مدرسة محمد بن عبد الوهاب: ٨٦ - ٨٧. وانظر: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، تحرير المعاني وضبط القواعد: ٤٣، شبهات المبتدعة في توحيد العبادة: ٢/ ١٠٠٩.
(٢) صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾: برقم (٧٤١٠)، وانظر: ٤٤٧٦، ٦٥٦٥، ٧٤٤٠، ٧٥١٦.

<<  <   >  >>