للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اجتماع الناس والأمة إلا باجتماعهم على الدين، فالوحدة في التوحيد، وتفرق الناس في الأديان مؤذن بتفرقهم في الأبدان (١).

١٥ - تسلط الأعداء، فالله تعالى يسلط الأعداء من الكفار على بلاد الإسلام إذا انتشرت البدع والانحرافات، فإذا ظهر النفاق والبدع والفجور سلطت عليهم الأعداء، وأصابتهم الذلة، وتمكن منهم الأعداء، وظهر الفساد في الأرض، بخلاف التوحيد والسنة فإنهما سبب لخير الدنيا والآخرة، والعزة والنصر والتمكين (٢).

قال ابن القيم : "وبالجملة فالشرك والبدعة والهوى والدعوة إلى غير الله وإقامة معبود غيره ومطاع متبع غير رسوله هو أعظم الفساد في الأرض ولا صلاح لها ولا لأهلها إلا بأن يكون الله وحده هو المعبود، والدعوة له لا لغيره، والطاعة والاتباع لرسوله ليس إلا، وغيره إنما تجب طاعته إذا أمر بطاعة الرسول، فإذا أمر بمعصيته وخلاف شرعه فلا سمع له ولا طاعة، فالله تعالى أصلح الأرض برسوله ودينه وبالأمر بتوحيده، ونهى عباده عن إفسادها بالشرك به وبمخالفة رسوله.

ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله، وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك، فسببه مخالفة رسوله والدعوة إلى غير الله ورسوله.

ومن تدبر حق التدبر، وتأمل أحوال العالم منذ قام إلى الآن، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وجد هذا الأمر كذلك في خاصة نفسه، وفي حق غيره عموماً وخصوصاً" (٣).

١٦ - تكفير أتباع دعوة الإمام وتفسيقهم وسفك دمائهم من قبل المتأثرين بهذه


(١) انظر: حركة التصوف في الخليج العربي: ٦٧١ - ٦٧٢.
(٢) انظر: مجموع الفتاوى: ١٣/ ١٧٨ - ١٨٢. الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر: ١/ ٢٤٣ - ٥٩٢، ٢/ ١١١
(٣) بدائع الفوائد: ٣/ ٨٥٧.

<<  <   >  >>