للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دعوته]

كان لبيئة الإمام أثر كبير في مسيرته العلمية والدعوية؛ إذ أبصر واقع الناس من حوله؛ وما كانوا عليه في حياتهم ودينهم -في الغالب- من تناقض وتصادم مع ما نشأ عليه من علم وما عرفه من الحق من خلال طلبه للعلم ومطالعته لكتب المحققين من علماء السلف الصالح (١).

فأخذ ينكر ما شاع في مجتمعه من شركيات وبدع وخرافات؛ مما جعله في مواجهة للمعارضة من علماء السوء، وتلبيساتهم وشبهاتهم، وتأليب العامة عليه، وتهمتهم إياه بالانحراف والجهل؛ فقام الإمام بدعوة المسلمين لتوحيد الله ﷿، والتخلص من البدع والخرافات، وقد كان كتاب التوحيد أحد مؤلفاته التي ساق فيه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله (٢).

فبدأت الدعوة في لين ورفق من الإمام بين أتباعه وأهله في بلدته العيينة إلا أنه لقي معارضة شديدة من بعض أهل بلدته؛ ولكن الإمام استمر في دعوته سالكًا جميع الطرق والوسائل لإيصال الحق للناس (٣).

ثم خرج الإمام من العيينة، وكان سبب إخراجه من العيينة هو أن ابن معمر أمير العيينة خاف من حاكم الإحساء أن يقطع عنه المعونة، فأخرج الإمام منها (٤).

فتوجه الإمام إلى الدرعية، فلما وصل إليها قصد بيت عبد الله بن سويلم، فلما دخل عليه ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من محمد بن سعود، فوعظه الإمام وأسكن جأشه، وقال:


(١) انظر: عنوان المجد: ١/ ٦ - ٧، ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية: ٣/ ٣٣٩ - ٣٤٠.
(٢) انظر: روضة الأفكار: ١/ ٢٨ - ٢٩، وعنوان المجد: ١/ ٨ - ٩، وجزيرة العرب في القرن العشرين: ٣٢٠.
(٣) انظر: روضة الأفكار: ١/ ٣١ - ٣٢، ١٥٧ - ١٥٨، وعنوان المجد: ١/ ٩.
(٤) انظر: عنوان المجد: ١/ ١٠، وتاريخ البلاد العربية السعودية: ٢١٧.

<<  <   >  >>