للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب السابع عشر: دعوى تحريف كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى تحريف كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري .

يقول علي حامد علي خليفة في ترجمته لأبي الحسن الأشعري عند ذكره لمؤلفاته، متهما الدعوة بتحريف كتابه الإبانة:

"كتاب (الإبانة عن أصول الديانة)، وطُبع أخيراً بتحقيق الدكتورة فوقية حسين، وطبع من قبلها طبعة سقيمة بالهند، ثم طبع بالقاهرة طبعات لا تقل منها سقماً كالطبعة المنيرية وطبعات الوهابيين المدّعين للسلفية كذباً وزوراً، وقد اهتم بالكتاب هؤلاء السلفيون الكاذبون اهتماماً كبيراً فأعادوا طباعته مرات، وطبعوه أخيراً في مجلدين ضخمين، ثم منسوخاً على ست مكتوبات خطية كما زعموا. وقد قصدوا أن يبرزوا في طباعة الكتاب أحقادهم تجاه الأشاعرة ويؤكدوا بطلان مذهبهم، وما خدموه ولا حققوه لوجه الله تعالى، بل ليس هناك تحقيق وإنما إغراق في التجسيم والإساءة للأشاعرة.

وأوثق نسخة للإبانة وأصحّها على الإطلاق النسخة التي بداخل كتاب "تبيين كذب المفتري" للحافظ الكبير ابن عساكر، كما أوضحته في "الإبانة وملحقها" لي باسيتفاء منذ عهد بعيد. والكتاب بصفة عامة تلاعبت به أيدي المجسمة فلم ينج منه من الدس والتحريف سوى ما في "التبيين"، وكثير طيب من نسخة (الدكتورة فوقية حسين) الوحيدة المحققة" (١).

حقيقة هذه الدعوى:

دعوى تحريف الكتب دعوى قديمة، سواء إتهام أهل السنة بتحريف كتب العقائد (٢)، أو


(١) من هم أهل السنة والجماعة وموضع الأشاعرة والماتريدية والصوفية والسلفية المعاصرة منه: ١٣١ - ١٣٢، وانظر: مغالطات السلفية: ٢٣٦، ٣٦٦، ٤٩٣ وما بعدها.
(٢) انظر: طبقات الشافعية الكبرى: ١/ ١٩٢.

<<  <   >  >>