للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأحداث لزيادة الهجوم على دعوة الإمام؛ لسرعة انتشار المعلومة ووصولها من خلال تلك الوسائل.

٤ - انتشار الشرك والبدع، وإعراض الناس عن الدين الصحيح، فجعل أهل الباطل لأنفسهم دينًا يدينون به، يتمثل في تعظيم القبور والأولياء والاستغاثة بهم، يقول محمد مهدي الحائري في معرض الطعن في دعوة الإمام: "آه آه آه، الأسف كل الأسف على قبور أئمتنا وسادتنا في البقيع وغير البقيع، مضى عليها سنون وهي مهدومة … فاسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الإسلام في هذا العصر المشؤوم من هذه الطائفة الوهابية وانظر ما صدر منهم في الطائف ومكة المشرفة والمدينة المعظمة … " (١).

كما أن أهل الباطل شرعوا إقامة الأعياد والموالد التي يحجون إليها من مختلف البلاد، ويتوافدون عليها من جميع الآفاق، أعياداً وموالد لا تنقطع طوال أيام السنة، حرصاً منهم على بقاء شيعتهم ومريديهم في شغل تام عن أي شيء غير مذاهبهم، مما قد يكون سبباً في فتح أبصارهم وإنارة بصائرهم ومعرفة الحق من الباطل والشرك من التوحيد.

وحرص دعاة الباطل أشد الحرص على إحياءِ تلك المناسبات التي شرعوها لأتباعهم؛ ليجلعوا منها نقطة الانطلاق إلى شحن صدورهم بالحقد والكراهية للمسلمين ولدعوة الإمام، وليدفعوا بهم إلى تفريق كلمة المسلمين وتشتيت جمعهم وتبديد قوتهم ليصلوا من خلال ذلك كله إلى تحقيق غاياتهم الخبيثة وتنفيذ مخططاتهم العدوانية.

ويستغلون تلك التجمعات أيضًا في إحياء الشركيات والوثنيات في نفوس مريديهم وقلوبهم، ويحرصون كل الحرص على عزلهم عن أهل الحق، وبث روح العداوة بين أتباعهم أتباع الضلال وبين عامة المسلمين وأهل الحق منهم خاصة، بحجة أن أهل الإيمان والتوحيد يبغضون الأولياء (٢).


(١) شجرة طوبى: ١/ ١٥٣ بواسطة كتاب العلاقة بين الإمامية والصوفية. وانظر: كشف الأسرار: ٧٩ - ٨١.
(٢) انظر: العلاقة بين التشيع والتصوف: ٧٥٢ - ٧٥٣، وحركة التصوف في الخليج العربي: ٦٥٧ - ٦٥٨.

<<  <   >  >>