للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع عشر: دعوى التحكم في تأويل بعض آيات الصفات دون بعض]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى التحكم في تأويل بعض الصفات دون بعض، وأن هذا التأويل قول بلا دليل، ولم يقل به أحد من السلف.

يقول عبد الرحمن حجازي: "وأما قول بعض الوهابية إن الآيات المتشابهات التي ظواهرها أن الله في السماء لا تؤول وأما الآيات التي ظواهرها أن الله في الأرض أو أنه في جسم الإنسان كآية ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤]، وآية: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: ١٦] فتؤول، فهذا تحكم منهم وقول بلا دليل، لم يقل هذا أحد من السلف إلا الوهابية وسلفهم من المشبهة" (١).

وقال أيضاً: "أهل السنة يقولون: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ﴾ [الفجر: ٢٢]، ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ أي: ظهرت عجائب قدرة الله، لا يقولون: جاء الله من فوق إلى تحت، لا، هذا كفر.

الوهابية يقولون: الله يأتي من فوق إلى الأرض المبدلة ليُحاسب الخَلق جعلوا الله كالمليك الذي يُقابل الرعية. الذي يظن أن الوقوف بين يدي الله يوم القيامة القرب منه بالمسافة هذا ما عرف الله. الوهابية يُفسرون آيات القرآن على الظاهر وهذا لا يجوز، الذي يفسر كل آيات القرآن على الظاهر يكفر كما قال سيدنا أحمد الرفاعي : صونوا عقائدكم من التمسك بظواهر ما تشابه من الكتاب والسنة فإن ذلك من أصول الكفر. أ. هـ. أي أوقع كثيراً من الناس في الكفر" (٢).

ثم قال: "أحمد بن حنبل يُجوّز التأويل الذي هو موافق لكتاب الله وسنة رسوله ولغة العرب لذلك أوّل قوله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر: ٢٢]، قال: (جاء أمره)، وفي رواية: (جاءت قدرته)، معناه الله يُظهر يوم القيامة أهوالاً عظيمة، هي آثار قدرة الله، ولو


(١) الأنوار الإيمانية في طمس ضلالات الوهابية: ٧١ - ٧٢.
(٢) المرجع السابق: ١٠٩.

<<  <   >  >>