[٤ - التقليل من شأن كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب والطعن فيها.]
يقول صاحب كتاب "الوهابية مقالة نقدية" في وصف كتاب التوحيد: "كما وجد أيضاً الوقت الكافي لجمع الكتيب المسمى "كتاب التوحيد". على الرغم من الوعد الذي قدمه في صفحة العنوان بشرح أهم العقائد الإسلامية -أي التوحيد- فقد احتوى الكتيب الأحاديث فقط من دون أي تعليق، وقد صنفها في سبعة وستين فصلاً.
الراحل إسماعيل راجي الفاروقي، الذي كان في وقته أحد المروجين الأساسيين للوهابية في شمال أمريكا، كاد أن يكون على حق لدى ترجمته لكتاب التوحيد حين وصف الكتاب بأنه يحمل سمة "ملاحظات الطالب". كان من الأصح أن يقول بان هذا الكتاب وكذلك الكثير من مؤلفات محمد بن عبد الوهاب الأخرى هي مجرد ملاحظات طالب. هكذا، وبوثبة تخيلية يمكن أن تشرّف مداح بلاط من القرون الوسطى، حاول الفاروقي أن يبرر الضعف الأدبي لبطله عموماً، فزعم أنه "جند نفسه لتصحيح الفهم الخاطئ بشأن التوحيد لدى جميع المسلمين تقريباً -حسب زعمه- بعزيمة فكرية أعظم من قلمه" (١). لقد كانت هناك بلا شك عزيمة عَمِلَ محمد بن عبد الوهاب على إظهارها، ولكن كونها ذات طابع فكري أمرٌ مشكوك فيه.
قد تكون مناقشة ما يمكن تسميته، مجازاً، النتاج العلمي لمحمد بن عبد الوهاب في محلها عند هذه المرحلة من البحث.
إن كل مؤلفاته خفيفة الوزن من حيث الحجم والمضمون على حد سواء. والفاروقي، في محاولة تبرير مديحه لمحمد بن عبد الوهاب، أضاف لكل فصل ترجمة من كتاب التوحيد قائمة من "المواضيع الإضافية" التي اختطها هو، موحياً للقارئ بأن المؤلف قد ناقش أصلاً بعض "المواضيع" التي تثيرها الأحاديث المذكورة في الكتاب. ولكنه في الحقيقة لم يفعل ذلك.
كذلك نجد أن طبعة لكتاب محمد بن عبد الوهاب "كشف الشبهات" قد نشرت في الرياض عام ١٣٩٥/ ١٩٧٥ محتوية لملاحظة في صفحة العنوان تقول: "قام بتفصيله السيد
(١) الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كتاب التوحيد، ترجمة: إسماعيل الفاروقي، طبعة ثانية، دلهي، ١٩٨٨: ص ١٥.