للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الحادي والعشرون: دعوى اعتقاد حلول الحوادث بالله تعالى]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى اعتقاد حلول الحوادث بالله تعالى، وأن القول عن صفات الله الفعلية: قديمة النوع حادثة الأحاد؛ قول شاذ.

يقول محمد باسم دهمان في بيان شذوذ ابن تيمية - حسب زعمه - ومن تبعه من السلفية وأتباع دعوة الإمام في اعتقادهم حلول الحوادث بالله واعتقاد أن الصفات الفعلية: قديمة النوع حادثة الآحاد:

"يقوم اعتقاد ابن تيمية والسلفية والوهابية على أن لفظ حلول الحوادث مجمل فإن أريد به المخلوقات فنقول لا تحل فيه الحوادث، وأن أريد بالحادث المتجدد فنقول بحلول الحوادث في ذات الله!! وعليه بنوا قولهم في كلام الله بأنه (قديم النوع حادث الآحاد) أي: متعدد الآحاد، فالكلام يحصل شيئاً بعد شيء، وكذلك قالوا في الصفات الفعلية الاختيارية بأنها (قديمة النوع حادثة الآحاد) والمراد بالصفات الفعلية عند الحنابلة: هي ما عدا الصفات الذاتية والخبرية" (١).

حقيقة هذه الدعوى:

هو إنكار المتكلمين للصفات الفعلية الاختيارية لله ﷿ المتعلقة بمشيئته وإرادته، منعًا -بزعمهم- لحلول الحوادث بذات الله تعالى، والله منزه عن حلول الحوادث، وأن الله لا يتجدد له عند وجود الموجودات نعتا ولا صفة، لذلك اضطروا إلى تأويل هذه الصفات (٢).

الجوب عن هذه الدعوى:


(١) مغالطات السلفية: ٢٢٠، ٢١٩، ٤٦١. وانظر: تحقيق مسائل مهمات من علم التوحيد والصفات: ١٢١.
(٢) انظر: تحفة المريد: ٦٥، وشرح المقاصد: ٤/ ١٣٨، والمواقف: ٢٧٥، ومجموع الفتاوى: ٦/ ١٤٤، ومسألة حلول الحوادث في ضوء منهج السلف: ٢٠ - ٢٢.

<<  <   >  >>