للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولا: الحلول: هو عبارة عن كون أحد الجسمين ظرفاً للآخر، كحلول الماء في الكوز (١).

والحوادث: جمع حادث، وهو الشيء المخلوق المسبوق بالعدم، ويسمى حدوثاً زمانياً. وقد يعبر عن الحدوث بالحاجة إلى الغير، ويسمى حدوثاً ذاتياً.

والحدوث الذاتي: هو كون الشيء مفتقراً في وجوده إلى الغير.

والحدوث الزماني: هو كون الشيء مسبوقاً بالعدم سبقاً زمانياً (٢).

ومعنى حلول الحوادث: أي قيامها بالله، ووجودها فيه تعالى.

ولفظ حلول الحوادث بالله تعالى من إطلاقات أهل الكلام، ومقصودهم بنفي حلول الحوادث: نفي اتصاف الله بالصفات الاختيارية الفعلية التي "يتصف بها الرب ﷿ فتقوم بذاته بمشيئته وقدرته: مثل كلامه، وسمعه، وبصره، وإرادته، ومجيئه، ورضاه، ورحمته، وغضبه، وسخطه، ومثل خلقه وإحسانه، وعدله ومثل استوائه، ومجيئه، وإتيانه، ونزوله، ونحو ذلك من الصفات التي نطق بها الكتاب العزيز والسنة" (٣)، فينفون جميع الصفات الفعلية الاختيارية.

وحجتهم في ذلك أن قيام تلك الصفات بالله يعني قيام الحوادث أي الأشياء المخلوقة الموجودة بالله.

وإذا قامت به أصبح حادثاً بعد أن لم يكن، كما تكون المخلوقات حالَّة فيه، وهذا ممتنع؛ لذلك اضطروا إلى تأويل ما جاء في النصوص من هذه الصفات.

ثانيا: يؤمن أهل السنة والجماعة بأسماء الله وصفاته وأفعاله على الوجه اللائق به، وأن الله يفعل ما يشاء، على الوجه الذي يشاء، متى ما شاء (٤)، ومن خالفهم فقد سلك سبيل التعطيل


(١) انظر: التعريفات: ٩٧، وجامع العلوم في اصطلاحات الفنون: ٢/ ٣٨، ولسان العرب: ٢/ ١٣١، ومعجم مقاييس اللغة: ٢/ ٣٦، ومسألة حلول الحوادث في ضوء منهج السلف: ١٧.
(٢) انظر: التعريفات: ٨٥ - ٨٦، والمواقف: ٩٦، ٢٧٥، ومسألة حلول الحوادث في ضوء منهج السلف: ١٨.
(٣) مجموع الفتاوى: ٦/ ٢١٧، ١٦/ ١٣٤، وانظر: رسالة في الصفات الاختيارية ضمن جامع الرسائل: ٢/ ٣، والقول المفيد على كتاب التوحيد: ١/ ١٣٢، وشرح العقيدة الواسطية للهراس: ٥٣، والكواشف الجلية عن معاني الواسطية: ١٧٤، ٤٢٩، والصفات الإلهية في الكتاب والسنة: ٢٥٥.
(٤) انظر: كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب لابن خزيمة: ١/ ٣٢٨، والمسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة: ١/ ٣٤٨، ونقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي على المريسي: ١/ ٤٩٤.

<<  <   >  >>