للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتشبيه.

قال يحيى بن معين (١) : " إذا سمعت الجهمي، يقول: أنا كفرت برب ينزل، فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يريد" (٢).

وقال أبو عثمان بن عبد الرحمن الصابوني (٣) في وجوب الإيمان بصفات الله على الوجه اللائق به: "قرأت لأبي عبد الله بن أبي حفص البخاري - وكان شيخ بخارى في عصره بلا مدافعة، وأبو حفص كان من كبار أصحاب محمد بن الحسن الشيباني - قال أبو عبد الله- أعني ابن أبي حفص هذا -: سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول: قال حماد بن أبي حنيفة قلنا لهؤلاء - يعني الجهمية-: أرأيتم قول الله ﷿: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)[الفجر: ٢٢] قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عني بذلك؟ ولا ندري كيف مجيئه؟ فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته؟.

ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيتم من أنكر أن الملك يجيء صفاً صفاً ما هو عندكم؟ قالوا: كافر مكذب، قلت: فكذلك إن أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو كافر مكذب" (٤).

وقال أيضا: "إن أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة يعرفون ربهم بصفاته التي نطق بها كتابه وتنزيله، وشهد له بها رسوله على ما وردت به الأخبار الصحاح ونقله العدول الثقات، ولا يعتقدون تشبيهاً لصفاته بصفات خلقه، ولا يكيفونها تكيف المشبهة، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه تحريف المعتزلة والجهمية، وقد أعاذ الله أهل السنة من


(١) يحيى بن معين بن عون الغطفاني مولاهم، أبو زكريا البغدادي، ثقة حافظ مشهور، إمام الجرح والتعديل، توفي سنة ٢٣٣ هـ بالمدينة النبوية وله بضع وسبعون سنة. انظر: تاريخ بغداد: ١٤/ ١٧٧، وسير أعلام النبلاء: ١١/ ٧١.
(٢) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: ٣/ ٥٠١.
(٣) إسماعيل بن عبد الرحمن النيسابوري الصابوني الشافعي، محدث، فقيه، مفسر، واعظ، نصر السنة في خراسان، ولقب شيخ الإسلام، من مؤلفاته: اعتقاد السلف وأصحاب الحديث، والانتصار، والدعوات، توفي سنة ٤٤٩ هـ.
انظر: طبقات الشافعية ٤/ ٢٧١، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٠، تذكرة الحفاظ للذهبي ٣/ ١١٢٧.
(٤) عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني: ١/ ٤٦.

<<  <   >  >>