للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: دعوى أن توحيد الربوبية لا يستلزم توحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية لا يتضمن توحيد الربوبية]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى أن توحيد الربوبية لا يستلزم توحيد الألوهية، وأن توحيد الألوهية لا يتضمن الربوبية.

نقل عثمان مصطفى النابلسي قول الشيخ محمد بن عثيمين

في تقرير استلزام توحيد الربوبية لتوحيد الألوهية، وتضمن الألوهية للربوبية ما نصه: (واعلم أن الإقرار بالربوبية يستلزم الإقرار بالألوهية، وأن الإقرار بالألوهية متضمن الإقرارَ بالربوبية.

أما الأول: فهو دليل ملزم، أي إن الإقرار دليل ملزم لمن أقر به أن يقر بالألوهية؛ لأنه إذا كان الله وحده هو الخالق وهو المدبر للأمور وهو الذي بيده ملكوت كل شيء، فالواجب أن تكون العبادة له وحده لا لغيره.

والثاني: متضمن للأول، يعني أن توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية؛ لأنه لا يتأله إلا للرب ﷿ الذي يعتقد أنه هو الخالق وحده وهو المدبر لجميع الأمور .

ثم قال: " أولاً: هل هذا التلازم بين قسمي التوحيد عقلي كالتلازم بين تعدد الآلهة وفساد الكون؟ أم هو عادي كالتلازم بين طلوع الشمس ووجود النهار؟ أم هو شرعي كلزوم المهر بالخلوة؟

أياً كان التلازم فهو لا يلائم الرؤية الوهابية، فإنّهم يرون جواز وجود التوحيد الكامل في الربوبية، مع انتفاء التوحيد في الألوهية، فكيف يكون توحيد الربوبية مستلزماً للألوهية؟

وإذا كان التوحيد في الربوبية يستلزم التوحيد في الألوهية، والمشركون لم يوحدوا في الألوهية، فهذا يدل على أنّهم لم يوحدّوا أيضاً في الربوبية، لأن انتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم، كما أن انتفاء وجود النهار يدل على انتفاء طلوع الشمس، فقول ابن عثيمين: "أي إن الإقرار دليل ملزم لمن أقر به أن يقر بالألوهية" يدلّ على أنّ إقرار المشركين لم يكن إقراراً حقيقياً،

<<  <   >  >>