للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)[الواقعة: ٨٢].

وقد ذكر أهل التفسير أنهم كانوا ينسبون الفضل في نزول المطر إلى الأنواء (١).

خامسًا: أن الإمام محمد بن عبد الوهاب قد قرر أن من أسبابِ الغلطِ الحاصلِ في توحيد الألوهية الغلطُ في توحيد الربوبية، وأن الرجل إذا حقق توحيد الربوبية تحقيقاً كاملاً فإن ذلك يستلزم منه توحيد الألوهية. وهذا يناقض ما ذكره المخالف.

قال : "فأما توحيد الربوبية، فهو: الأصل، ولا يغلط في الإلهية إلا من لم يعطه حقه، كما قال تعالى فيمن أقر بمسألة منه: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [الزخرف: ٨٧] " (٢).

إذا لا يقع الغلط في توحيد الإلهية إلا لمن لم يُعط توحيد الربوبية حقه، فإن أتى بشيء منه كالإقرار بأصل الوصف الخلق والرزق والتدبير لا على وجه التمام ولم يوجد لازمها فحينئذٍ يكون لديه خلل في الإقرار بالتوحيد.

وقال ابن القيم : "والإلهية التي دعت الرسلُ أُمَمَهم إلى توحيد الرَّبِّ بها: هي العبادة والتأله، ومن لوازمها: توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون، فاحتج الله عليهم به، فإنه يلزم من الإقرار به الإقرار بتوحيد الإلهية" (٣).

سادسًا: أن المخالف ذكر أن الدعوة المباركة تقول بأن توحيد المشركين في الربوبية توحيد كامل، ولم يذكر مصدر ذلك الكلام - وأنّى له ذلك-.


(١) انظر: تفسير ابن كثير: ٧/ ٥٤٥ - ٥٤٧.
(٢) الدرر السنية في الأجوبة النجدية: ٢/ ٦٤، وانظر: ١/ ٦٢، منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى: ٢٤٢.
(٣) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: ٢/ ١٣٥.

<<  <   >  >>