من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ﵀ دعوى التشدد في العقائد والعبادات وغيرها.
يقول محمد العطاونة:"وإجمالاً أدت الفتاوى الوهابية التقليدية جزءاً مهماً في تقديم التفسيرات الوهابية للإسلام بوصفها مختلفة عن المجموعات الإسلامية الأخرى. ويظهر هذا في الميل إلى الرجوع إلى مصادر مختلفة، وغالباً ما يذكر المفتون فتاوى مختلفة في مسألة ما، ويُدرجون آراءهم التي يرجّحون فيها التفسير الصحيح. وغالباً ما يستخدمون عبارة "أما بالنسبة إلينا … " وكانت هذه طريقة ذكية عبّر من خلالها علماء الوهابية الأوائل عن موقفهم المتميز، موضحين فهمهم للإسلام.
صوّر النموذج الوهابي الإسلام غالبًا بأنه نهج علمي تميز بالتشدد في الأمور الفقهية" (١).
ويقول محمد المحمود: "أحياناً يكون الخطاب السلفي المتشدد، منحصراً في مسلك تنظيري، بحيث لا يظن كثير من أولئك الذين يتماهون معه أنه منطوٍ على مقدمات تمهيدية للخطاب التكفيري. يغلب هذا الوهم على الظن في كثير من الأحيان، خاصة وأن الخطاب السلفي المتشدد، ربما تكون له مسيرة سلمية خاصة، وهي مسيرة سلمية تنبع سلميتها من خارج الخطاب، وليس من داخله. إنها مسيرة سلمية للسلفية، تفرضها شروط الواقع؛ لأنه لا يوجد لها من الأحداث -من حيث النوع أو الكم- ما يمكن أن يكون مستفزاً لها. وفي هذه الحال الاستثنائية، تبقى المفردات التكفيرية قارّة في السياق التنظيري للخطاب المتطرف. وبهذا يبدو مظهرها السلمي خادعاً ومغرياً للسذج، إذ هي -كما تبدو- مجرد تشدد ديني ذاتي، لا يثمر في الواقع أية تأزمات، أي أنها تبدو وكأنها من جملة الخيارات الدينية الخاصة. لكنها - في الحقيقة- ليست إلا فتاوى بمثابة قرارات إعدام، تنتظر من يمنحها مشروعية التطبيق.
ولو أخذنا مثالاً حياً على ذلك ما يُسمى ب (نواقض الإسلام)، تلك المفردات التي
(١) الإسلام الوهابي في مواجهة تحديات الحداثة: ٤٢ - ٤٣.