للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طرحتها السلفية التقليدية، وتم ترسيخها والتأكد عليها في الذهنية العامة، كمخرجات من الملة (=قنوات للخروج من الإسلام)، لوجدنا أن لها طابع الأحكام الإسلامية العامة، أي الأحكام التي نتفق مع معظم المسلمين في عمومياتها، ولكنها -ومن دون تردد- نختلف معها- ويجب أن نختلف معها- في التفاصيل التطبيقية الدقيقة اختلافاً كبيراً، وإلا أصبحنا مكفراتية بامتياز" (١).

ويقول منير أديب: "تحولت هذه السلفية إلى اتجاه مذهبي داخل الفكر الإسلامي، وهي تتسم بالتشدد الاعتقادي، والتصلب في تطبيق الشريعة، بناء على تصور يقسم العالم بشكل حاد إلى: عالم كافر مشرك، وعالم مؤمن مسلم، وعقيدة الولاء والبراء هي من المرتكزات الأساسية في هذه السلفية" (٢).

كما زعموا أن ما يحصل من تشدد عند بعض الجهاديين سببه هو الرجوع إلى التراث الوهابي، وأن تحليل كتب الوهابية توصل للعنف.

يقول رول ميير (٣) في الفرع الثاني من السلفية الجهادية حسب تقسيمه: "الفرع الثاني: تعود جذوره إلى المملكة العربية السعودية، ويتمثل في الوهابيين الجدد، يقودهم المفتي والشخصية المرموقة الشيخ عبد العزيز بن باز وتلاميذه الذين أسسوا، بجانب أمور أخرى، حركة الصحوة" (٤).

ويقول محمد المحمود: "كل المراجع الإرهابية - التي يسمونها في جماعاتهم: هيئات


(١) نحن والإرهاب: ٧٩ - ٨٠.
(٢) الجماعات الإسلامية والعنف: ٣٣٦. وانظر: شجرة نسب السلفية الجهادية: ٢٦، التصوف في عسير والمخلاف السليماني ضمن التصوف في السعودية: ١٤٢، ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الإحياء والإصلاح إلى الجهاد العالمي: ٣٨٠ - ٣٨١، ٣٨٥ - ٣٨٦، ومباحث في العذر بالجهل وإقامة الحجة: ١٩٨، والسلفية السعودية في الكتابات الغربية: ٢٩ - ٣١، ٤٠، ٥٦.
(٣) وقد اعتمد على ما دار في مؤتمر حول السلفية كحركة عالمية والذي عقد في الفترة من ٢٧ إلى ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٧ م بمدينة نيجمرجين في هولندا.
(٤) السلفية العالمية: الحركات السلفية المعاصرة في عالم متغير: ٢٦٩. وانظر: دعوة المقاومة الإسلامية العالمية: ١/ ٨٤١ - ٨٥١، والنقد الذاتي عند الإسلاميين (١) التيارات القتالية: ٥٦ - ٥٨

<<  <   >  >>