للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب السادس: دعوى أن دعوة الإمام توالي وتعادي على عقيدة الإمام]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى أن دعوة الإمام توالي وتعادي على عقيدة الإمام محمد بن عبد الوهاب ، فمن وافقها، كان له الولاء، ومن خالفها كان حقه البراء.

يقول رول مبير: "والمصدر الثاني للتوتر الذي ظهر على السطح وأعطى تفسيراً فاعلاً أكثر من غيره هو العقيدة التي تنظم العلاقة بين مجتمع المؤمنين واللامؤمنين الأجانب/ غير المؤمنين. وإسهام الوهابية للسلفية يقع في تقوية الوهابية موقف بغضاء الغرباء نحو الأجانب وطائفيتها نحو المسلمين غير الوهابيين، وعلى أساس مبدأ الولاء والبراء دُعي المسلمون إلى النأي بأنفسهم والابتعاد عن المسلمين غير الوهابيين الذين لا يتقيدون بالوهابية. فالمؤمن الحق لا يستطيع إلا أن يعبر فقط عن اعتقاده وإخلاص إيمانه بالبيان العملي العلني للعداوة نحو "الوثنيين".

وسبق أن وجد في كراسات القرن التاسع عشر شجباً للسفر إلى بلاد المشركين، ولمصادقتهم والتحول إلى "فاسد" يبذل الولاء لهم" (١).

ويقول بدر الإبراهيم ومحمد الصادق: "منذ التأسيس، قدمت الدولة الوهابية السلفية هوية لها، وهذه الهوية صنعت الإشكال المتعلق بغياب الحس الوطني والفشل في إيجاد رابطة وطنية بين الناس، ويمكن الحديث عن إشكالية الهوية في الدولة السعودية بالعودة إلى المكونين الرئيسين للعقيدة الوجدانية اللذين يفترض توفرهما لإيجاد حالة ولاء من المواطنين لها: التاريخ المشترك والمصلحة المشتركة.

لا يمكن للوهابية السلفية أن تغذي ذاكرة جماعية تقوم بتوليد هوية مشتركة لعموم المواطنين؛ لأن الوهابية تمثل هوية خاصة بفئة معينة، وهي تقوم بعمل تقسيمي لتعيد الناس إلى


(١) السلفية العالمية: ٢٥ - ٢٦.

<<  <   >  >>