للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هوياتهم الخاصة المقابلة لهذه الهوية، وهكذا فإنها تعمل بوصفها هوية طاردة لا هوية جامعة" (١).

حقيقة هذه الدعوى:

لما كانت عقيدة الإمام محمد بن عبد الوهاب هي عقيدة أهل السنة والجماعة في مسائل الولاء والبراء، وكانت تطبق هذا الأمر عمليا، أراد المناوئون التحذير منها والتنفير عنها؛ فلم يجدوا لذلك إلا أن قالوا إن أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب يوالون ويعادون على عقيدته، ويريدون بذلك تشبيه دعوة الإمام بالدعوات والمناهج المخالفة التي توالي وتعادي على دعواتها ومناهجها (٢).

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: أن عقيدة الإمام محمد بن عبد الوهاب في الولاء والبراء هي عقيدة أهل السنة والجماعة، كما سبق بيان ذلك في المبحث الثاني من هذا الفصل، وفيها أن الأصل في الولاء والبراء على التوحيد والإيمان والكفر والشرك، فالولاء للإيمان وأهله، والبراءة من الشرك وأهله، وليس فيها في أي موضع أن الولاء والبراء على عقيدة الإمام محمد بن عبد الوهاب .

ثانيا: أن الإمام محمد بن عبد الوهاب قرر قاعدة الولاء والبراء في دعوته التي هي تجديد لدعوة محمد ، وليس في هذه القاعدة إلا الولاء للتوحيد وأهله والبراء من الشرك وأهله حيث قال: "أصل دين الإسلام وقاعدته: أمران؛ الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه. الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله" (٣).

ثالثا: أن الإمام محمد بن عبد الوهاب دعى المسلمين للتمسك بهذا الأصل الولاء للتوحيد وأهله والبراء من الشرك وأهله، ولم يذكر فيها أبداً الولاء لدعوته والبراء من مخالفها،


(١) الحراك الشيعي في السعودية: ١٣ - ١٤. وانظر: مباحث في العذر بالجهل وإقامة الحجة: ١٤٣، ١٨١.
(٢) حزب التحرير يحمل مشروع الخلافة الثانية ملتزمًا مفهوم الولاء والبراء على بصيرة، مجلة الوعي، العدد (٣٦٦ - ٣٦٧).
(٣) الدرر السنية: ٢/ ٢٢.

<<  <   >  >>