للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: " الله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم، وأوله وآخره وأسه ورأسه: شهادة أن لا إله إلا الله .. واعرفوا معناها، وأحبوها وأحبوا أهلها، واجعلوهم إخوانكم، ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوهم، وابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال ما علي منهم أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، فقد كلفه الله بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم .. فالله الله، تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً، اللهم توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين" (١).

وقال : "صفة الكفر بالطاغوت: أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها، وتبغضها، وتكفر أهلها وتعاديهم" (٢).

فجعل الولاء والبراء على التوحيد الذي هو دين المرسلين، وأن يوالى الموحدون ولو كانوا بعيدين، وأن يعادى المشركون ولو كانوا قريبين.

قال الشيخ سليمان بن عبد الله في جواب له عن الولاء والبراء: "اعلم - أيدك الله بتوفيقه- أن أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله، وأن الله افترض على المؤمنين عداوة المشركين، من الكفار والمنافقين، وجفاة الأعراب، الذين يعرفون بالنفاق، ولا يؤمنون بالله ورسوله ، وأن الله أمرهم بجهادهم، والإغلاظ عليهم بالقول والفعل، وتوعدهم الله باللعن والقتل بقوله: ﴿مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (٦١)[الأحزاب: ٦١]، وقطع الموالاة بين المؤمنين وبينهم، وأخبر أن من تولاهم فهو منهم، وكيف يدعي رجل محبة الله، وهو يحب أعداءه الذين ظاهروا الشياطين على عدوانهم، واتخذوهم أولياء من دون الله؟

كما قيل:

تحب عدوي ثم تزعم أنني … صديقك إن الود عنك لعازب (٣)

وبالجملة: فالحب في الله، والبغض في الله أصل عظيم من أصول الإيمان، يجب على العبد


(١) مؤلفات الشيخ: ١/ ٣٦٨.
(٢) المرجع نفسه: ١/ ٣٧٦.
(٣) محاضرات الأدباء:.

<<  <   >  >>