للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثاً: الهدف الاقتصادي:

من الأهداف المهمة للمناوئين لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب الأهداف الاقتصادية؛ فإن ظهور دعوة الإمام وانتشارها أدى إلى غضب المنتفعين بسبب انقطاع مواردهم من الهدايا والنذور (١)، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإتساع رقعة الدولة التابعة لدعوة الإمام أدى إلى قطع الموارد الاقتصادية عن الدول المناوئة لدعوة الإمام، وفي الوقت نفسه قوة لدعوة الإمام (٢).

يقول فؤاد إبراهيم: "من جهة أخرى، شهدت نجد أوضاعاً اقتصادية واجتماعية بالغة الصعوبة، ويذكر في أحداث سنة ١٢٨٣ هـ/ ١٨٧١ م: "كان الناس يأكلون جيف الحمير ويحرقون جلود الأباعر (جمع بعير)، ويدقونها، بل كانوا يدقون العظم ويأكلون مسحوقها" (٣).

وبدت الحاجة أشد إلحاحاً للخروج من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي شهدتها نجد طيلة سنوات ما بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، وتنبه عبد العزيز بن سعود إلى مكمن الفشل في تجربة آبائه وأجداده، فأنشأ جيشاً عقائدياً يعتصم حرفياً بكل التعاليم الوهابية الصارمة التي وردت في كتب ابن عبد الوهاب ورسائله وجعل من هذا الجيش أداة فتح، أو بالأحرى رافعة لمشروع الدولة السعودية، وللخروج من المصاعب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها نجد" (٤).

ويقول ألهاندرو كاسترو أسبين: " لقد أدت الهجمات في ١١ أيلول/ سبتمبر وهي الحدث الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ الأمريكي إلى أن تفرض الأجندة العسكرية والحربية العائدة إلى المحافظين الجدد نفسها في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة. وكان من جراء تلك الوقائع أن أعيد تقويم ومراجعة الأساليب المتبعة والأوليات في السياسة الأمريكية الأمنية والخارجية.


(١) انظر: تاريخ الجبرتي: ٢/ ٥٥٨.
(٢) العلاقات السياسية الدولية: ١٧٩.
(٣) تاريخ نجد الحديث وملحقاته: ٨٥.
(٤) داعش من النجدي إلى البغدادي: ٢٤.

<<  <   >  >>