للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا استثمرت في الإرهاب تلك "التهديدات" الجديدة وغير المتماثلة التي حددت في التسعينيات، ضمن لائحة مطولة غير هرمية. وقد تحول الإرهاب إلى ذريعة استراتيجية لصوغ جدول أعمال جديد للأمن القومي يشجع ويعزز من الناحية العملية "حرباً صليبية" ضد الإرهاب في العالم ولا يمكن التنبؤ بعواقبها على الإنسانية" (١).

ثم يقول: "الصفقة الكبرى لمكافحة الإرهاب على مستوى الإنفاق العسكري والأمني: طوال تاريخ الإمبراطورية الأمريكية، كانت إحدى أهم الركائز التي دعمت توجهاتها الخارجية استخدام القوة العسكرية بشكل منهجي وتدريجي بدعم هائل ومتنام من الموازنة في قطاعي الدفاع والأمن على حساب المكلّف الأمريكي.

فمنذ الحرب العالمية الثانية دأبت أقوى المؤسسات داخل النظام الأمريكي على إدارة وتوجيه وتحديد معايير دعم وإعادة تحديد حجوم الخطط الدفاعية العدوانية للقوة العظمى، بمفارقة إبراز قوة تأثير المجمع العسكري الصناعي وغيره من المؤسسات الهامة ذات المصالح الاقتصادية المرتبطة بمجالي الدفاع والأمن.

فمن أجل تلبية شهوات تلك السوق الرابحة والقاتلة، يتوجب بالضرورة حصول نزاعات عسكرية بغية هيكلة ودعم "اقتصاد حربي" يساهم بدوره في المحافظة على الهيمنة على العالم، وضمان السيطرة على الموارد الطبيعية الرئيسية في هذا الكوكب. ولهذه الأسباب كان لجميع الرؤساء والإدارات الأمريكية حروبهم الخاصة وأحياناً غير واحدة.

إن العمل التجاري الضخم في الإنفاق العسكري الأمريكي يأتي في إطار "مصالح الأمن القومي" التي تحددها كل إدارة أمريكية جديدة تتسلم السلطة. بموجب تلك التي تضعها الاستراتيجيات المعتمدة التي تتحدد الأولويات للتنفيذ. فتحت تلك العباءة يتم ابتكار الذرائع للحروب والصراعات، وكذلك تبريرات الميزانيات العسكرية والأمنية الكبرى" (٢).


(١) إمبراطورية الإرهاب: ١٥٩.
(٢) المرجع السابق: ٢٠٠. وانظر: ملاحظات عن البدو الوهابيين: ٤٠٤ - ٤١١.

<<  <   >  >>