للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب التاسع: دعوى تكفير المعين دون ضوابط أو تثبت]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى تكفير المعين دون ضوابط أو تثبت.

يقول منتصر حمادة: "وثمة إقرارات خلال السنين الأخيرة، تفيد أن نمط التنشئة في العربية السعودية كان قائماً على أساس من التعبئة بالفكر السائد الذي زخرت به الثقافة السلفية ومصادرها في المعرفة، بما في ذلك ما عرف بنواقض التوحيد العشرة، حيث تضمنت جذور التكفير بالظِنّة، وباللازم، ومن غير تيقن بتوافر الدواعي وانتفاء الموانع، وهو ما ساهم بنصيب وافر في تشكيل الشخصية التكفيرية (١) " (٢).

ويقول سعيد الكثيري: "الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يفرق بين تكفير الأقوال والأفعال المجردة وبين تكفير المعين على النحو الذي كان ينتهجه الإمام ابن تيمية، وهذا هو سبب رفع راية الجهاد ضد المسلمين وتطبيق أحكام الجهاد ضد المخالفين، وهو أمر انفرد به الشيخ عن بقية العلماء والفقهاء منذ عصر الصحابة" (٣).

ويقول الحسن بن علي الكتاني: "من المسائل التي تشدد فيها أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب ، تكفيره لجاهل التوحيد، وهو المسلم الذي ينطق بكلمتي الشهادة مقلداً، دون معرفة بشروطها ونواقضها وما يتعلق بها.

ويظهر لي أن هذه المسألة تسربت للشيخ من كتب المتكلمين فإنها ليست من مسائل أهل السنة والأثر، بل تكلم فيها المعتزلة والأشاعرة …


(١) انظر: أحمد محمد الدغشي، الفكر التربوي لتنظيم القاعدة: الحالة اليمنية نموذجاً، دراسة تقويمية، ط ١، مركز الدين والسياسة للدراسات، الرياض، دار الانتشار العربي، بيروت، ٢٠١٢: ص ١٠٩.
(٢) في نقد العقل السلفي: ١٩.
(٣) جدل الدين والسياسة (المناظرة الثالثة: التكفير والقتال): ٣٤٧. وانظر: نقد العقل الجهادي: ١٨٢ - ١٨٥، ١٩٥.

<<  <   >  >>