للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن النقول عن الشيخ بهذه المسألة ما ذكره في آخر رسالته "كشف الشبهات" من قوله: (فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً وهو لا يفهمه، أو لا يعتقده بقلبه فهو منافق، وهو شر من الكافر الخالص لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ [النساء: ١٤٥]).

قال شارحها محمد بن صالح العثيمين: ( … هذا ظاهر فيمن كان معانداً يعلم الحق ولكنه كرهه بقلبه ولم يطمئن إليه ولم يستقر به ولكنه أظهر الالتزام بالشريعة خداعاً لله ولرسوله وللمؤمنين، وأما من كان لا يفهمه بالكلية ولا يدري ولكنه يعمل كما يعمل الناس ولم يتبين له ذلك الشيء الذي يعملونه والمقصود منه فإن الواجب أن يبلغ ويعلم فإن أصر على ما هو عليه من إنكاره بقلبه فهو منافق) (١) " (٢).

ثم ذكر ما ترتب على ذلك - حسب زعمه-، فقال: "ولهذا فقد اعتمد الغلاة على هذا الكلام فحكموا بكفر الجماهير بحجة أنهم يقولون كلمة التوحيد دون فهم معناها ويحتجون بكلام النجديين وما شابهه من بعض المعاصرين" (٣).

ويقول رعد النعيمي البغدادي عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في مسألة تكفير المعين: "فإنهم مخطئون في هذا الباب خطأ عظيماً، ونسأل الله تعالى أن ياجرهم على اجتهادهم الخاطئ، ومنهجهم يلزمهم بالرجوع إلى منهج السلف ومنهج شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنا أجزم بأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لو عاش بيننا اليوم لرجع إلى المنهج الصحيح بسبب توفر علم السلف وعلم شيخ الإسلام ابن تيمية بقدر أعظم بكثير مما كان يتوفر في وقته، ومما يدل على هذا أن مذهب حفيده الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الذي يعيش اليوم بيننا هو مذهب يعتبر تطبيق قاعدة الشروط والموانع في تكفير الأعيان، كما ورد في بعض كتبه، وقد أوردت ذلك حين استدل الكاتب برواية عن الشافعية في تكفير حفص الفرد، فنقلت من قول الشيخ صالح ما يرد على الكاتب استدلاله، ويدل على انتهاج مذهب السلف ومذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في اعتبار الشروط والموانع عند تكفير المعينين" (٤).


(١) شرح كشف الشبهات: ص ١٣٤.
(٢) مباحث في العذر بالجهل: ٦٩.
(٣) المرجع السابق: ٧٨، ٣٧١ - ٣٧٦
(٤) نقد كتاب ضوابط تكفير المعين عند شيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب: ٢٠٤، وانظر: ١٥٩ - ١٦٠، ٣٠٠، ٣٠٢.

<<  <   >  >>