للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب السادس: دعوى المراوغة في التكفير]

من الدعاوى المعاصرة التي أثيرت ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوى المراوغة في التكفير، فمرة يكفر، ومرة يرجع عنه وينفي ذلك.

يقول أحمد النفيس: "يعرف كل من له اطلاع على كتب الوهابية ومن بينها (كتاب التوحيد) الذي ذكرنا نبذاً منه من قبل أن الوهابية يكفرون من يتوسل بالصالحين ويكفرون البوصيري في قصيدته بردة المديح في حين أن الشيخ اضطر لإصدار البيانات التي تنفي مثل هذه الافتراءات، فنراه يقول في رسالته إلى أهل القصيم ص ٣ من كتاب الرسائل: (بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم والله يعلم أن الرجل افترى عليَّ أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي. منها: قوله: … وإني أكفر من توسل بالصالحين، وإني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق، .... وإني أكفر من حلف بغير الله، وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي، .... ).

ثم يعود الشيخ نفسه في رسائله ليعلن عن تكفيره لابن عربي فيقول ص ٨٧ من كتاب الرسائل: (وقولكم أننا نكفر المسلمين كيف تفعلون كذا كيف تفعلون كذا، فإنا لم نكفر المسلمين بل ما كفرنا إلا المشركين … ، وقد ذكر أهل العلم أن ابن عربي من أئمة أهل مذهب الاتحادية وهم أغلظ كفراً من اليهود والنصارى فكل من لم يدخل في دين محمد ويتبرأ من دين الاتحادية فهو كافر بريء من الإسلام ولا تصح الصلاة خلفه، ولا تقبل شهادته، وصاحب الإقناع قد ذكر أن من شك في كفر هؤلاء السادة والمشائخ فهو كافر) " (١).

ويقول عثمان النابلسي: " تكفيره ابن عربي وابن الفارض، ثم إنكاره أنه كفّرهم بشدة!

(الدرر السنية: ١/ ١١٣): (ولهذا آل هذا القول ببعضهم إلى إنكار الرب كما هو مذهب ابن عربي، وابن الفارض، وفئام من الناس، لا يحصيهم إلا الله).

وقال (الدرر: ١٠/ ٢٥): (وهذا اشتهر عنه أنه على دين ابن عربي، الذي ذكر العلماء


(١) نقض الوهابية: ١٠٩.

<<  <   >  >>